مرسوم التجنيس وروحية آذار

صدر مرسوم التجنيس – اللعنة، بعد قانون انتخابات – مسخ وهجين ولقيط، فعل فعله في التركيبة اللبنانية الهشّة.

وهذا المرسوم، وذلك القانون، كان لنا شرف معارضتهما، لما يشكلان من إساءة الى الحقوق والحريات، والمساواة والعدالة.

في هذه المناسبة نستذكر آذار، وهو بالنسبة لنا شهادة كبيرنا ومؤسس حزبنا كمال جنبلاط.

كذلك ذكرى إنتفاضة الشعب اللبناني على قوى الوصاية، وإخراج منظومتها نظرياً من البلد، لكنها عملياً لا تزال تمسك بمرافقه، وقرار حكومته، وتوجيه سياسته، حتى أصبحنا نترحم على الوصاية المباشرة ازاء الوصاية بالواسطة.

العسس السوري انتقل من السرّ الى العلن، في مجلس النواب وهذا هو كبيرهم، يدلي بدوره بشهادته في المحكمة الدولية، عن هامات وطنية أين هو منها، ولا تزال مرافقته للمجرم ميشال سماحة، في نقله متفجرات الموت السورية، هديتهم الى أطفال لبنان ماثلة للعيان، ولا يزال شريكنا في الوطن يغطي القتلة مجرمي اللحظة، ويعيّروننا بأخصامنا السابقين الذين عقدنا معهم مصالحة الجبل.

كم هي ذاكرتنا ضعيفة، وكم هو موقفنا ضعيف، وكم بالتالي ارادتنا هشة عندما ننسى مآسي الامس، ونقف متفرجين على المخططات التي تحاك علينا اليوم، في طريقة تشكيل الحكومة، والكيل بمكيالين مع “اللقاء الديمقراطي”، ومحاولة إقصاء الكتائب، وتحجيم القوات، والتعاطي بأمر اليوم الصادر من دمشق.

ونعود الى سؤال وليد جنبلاط الشهير، الى أين؟

سؤال طرح في عزّ الأزمة، بعد اغتيال الرئيس الحريري، ولا زلنا نبحث عن جوابه في خضم متغيرات اقليمية ودولية متسارعة.

الى أين؟؟

وهل هناك من مفر من اقامة تحالف سياسي يضم جميع الاحرار، الذين ساهموا في اخراج الوصاية السورية من لبنان، مع التأكيد على ان هذا النظام يتعاطى مع جميع القوى اللبنانية معارضين له او مؤيدين بنفس الروحية السلطوية، ولن ندخل في إستذكار علاقاته مع حلفائه وماذا فعل بهم، ونفصل جيداً بينهم، وبين مخبريه وعسسه، وهم للأسف داخل الندوة النيابية وحتماً في السلطة التنفيذية المنتظرة.

إلى اين؟

السؤال الذي اختصر فيه وليد جنبلاط روحية آذار وطرحه في عز الأزمة وجاءت الإجابة عنه متأخرة بعض الوقت ولا مجال إلا بتحالف القوى الحية على مستوى الوطن تستطيع ان تقول لا لجميع الإملاءات الإقليمية والدولية.

آذار شهر المناسبات والذكريات. فالعودة الى روحيته، والعمل على قيام تحالف يصوب مسيرة الحكم، ويضع حدا للتسلط ويقف حاجزاً للحد من مهزلة الامر لدمشق في ظل المساومات والتسريبات عن الحلول المستقبلية المقترحة.

*عضو مجلس قيادة الحزب التقدمي الإشتراكي