بين الماضي والحاضر

توفيق أ. طربيه

أنباء الشباب

كانت مقالات المعلم الشهيد كمال جنبلاط في جريدة “الأنباء” بمنتصف القرن الماضي معظمها حول الأوضاع الاقتصادية والمعيشية للطبقة الكادحة وكيفية إزالة الفوارق بين الطبقات، كان دائما يسعى الى إظهار المشاكل الاقتصادية والحل لها التي كانت وما زالت تعصف بلبنان.

كإنخفاض مستوى تصنيع البلاد – إرتفاع إجارات البيوت غلاء المدارس الفاحش الذي هو وصمة عار على جبين الثقافة اللبنانية – غلاء التطبيب والأدوية – غلاء مواد المأكل والملبس – صعوبة تصريف منتوجاتنا الزراعية وفي عدد “الانباء” 1596 تحت عنوان “تسلط الاغنياء واستضعاف الدولة” (الثلاثاء 1 تشرين الاول سنة 1968) كتب كمال جنبلاط: “هل غابت عن الاذهان حفلة عرس أحد اولاد  الاغنياء التي كلفت على ما يقولون ثلاثماية الف ليرة لبنانية، او هل نسي الناس في البلاد كيف يستقدم بعض الاغنياء في افراحهم طائرات محملة بالزهور من فرنسا وسواها من البلدان، ويدفعون ثمن كل طائرة خمسة عشر الى عشرين الف ليرة لبنانية. هل نسي ابناء بيروت الحفلة التي اقامها احد كبار الاغنياء للاحتفال (بعيد مولد كلبه) فدعا اليها كلاب الجيران والاصدقاء بعد ان امن لهذه الكلاب مأدبة غنية من الاطعمة والاصناف استحضرها لهم من اكبر مطاعم بيروت وبأسعار باهظة. هذا بينما لا يستطيع البيروتيين ان يتذوقوا فتات تلك المائدة”.

نعم، انه الرفيق كمال جنبلاط الرجل الانساني الذي حارب الطبقية والبرجوازية محاولا القضاء على الفساد من خلال مبادىء التقدمية الاشتراكية، آمن بالعلم والتطور وإيجاد طرق تؤدي الى سهولة العيش الكريم للطبقة الفقيرة والكادحة ونحن بدورنا نسعى الى تحقيق المساواة بين الطبقات لأننا نؤمن بالعدل والإخاء، فهذا الحزب الذي أسسه  كمال جنبلاط لعب دوراً تاريخياً كبيراً حافلاً بالنضالات على مستوى السياسي والاقتصادي.

كما قال المعلم كمال جنبلاط: “الإشتراكية روحية يجب أن تتحقق في النفوس قبل تحقيقها في الأنظمة وفي المؤسسات والنصوص”.

(أنباء الشباب، الأنباء)