مسلسلات رمضان… هذا هو الرابح الأكبر!

يقترب شهر رمضان المبارك من خواتيمه، ومعه تقترب نهايات مسلسلاتٍ تابعها اللبنانيون على مختلف الشاشات.

تتسم مسلسلات رمضان هذا العام بنسبة مشاهدة عاليّة تنطلي على الشاشات التي سارعت إلى عرض أبرز المسلسلات التي واكبها اللبنانيون في أجزائها الأولى، وعلمت أنهم سيتابعون أجزائها الثانية.

في استعراض سريع لأبرز هذه المسلسلات على عتبة الحلقات النهائيّة يتّضح الآتي:

– نجح “الهيبة” من خلال “كاست” رهيب” وإخراج متقن في سرقة الأنظار والأنفاس، ومردُّ ذلك إلى تضافر عناصر النجاح برمّتها من الإخراج إلى الأداء التمثيلي إلى الصورة وصولًا إلى القصّة على واقعيتها والتي قوبلت ببعض الاعتراضات المحدودة من أبناء البقاع.

– قد يكون مسلسل “طريق” للممثلة اللبنانية نادين نسيب نجيم والممثل السوري المبدع عابد فهد هو مفاجأة هذا الموسم الرمضاني. المسلسل المبنيّ على رائعة نجيب محفوظ “الشريدة” يسجّل تكاملًا صريحًا في القصّة والإخراج، مع تسجيل نقاط جمّة لعابد فهد الذي يؤدي دوره بحرفيّة متقنة وبتماهٍ صريح مع “الكاراكتير”. ورغم أنّ المسلسل انطلق بشكل بطيء حتى الحلقات العشر الأولى، إلا أنّ وتيرة أحداثه تسارعت في الحلقات المتعاقبة.

– “ومشيت” لكارين رزق الله يُنذر بدراما لبنانية واعدة تعوزُها “شدشدة” من ناحية “السكريبت” والتخفيف من بعض الـ Déja-vu في مسلسلي كارين السابقين لا سيما على مستوى ثنائيتها مع بديع أبو شقرا. ومع ذلك تُسجّل نقطة للكاتبة بنجاحها في اختراق أعمال ذات إنتاجات ضخمة. ولا يمكن تجاوز مسلسل “ومشيت” من دون التوقف بهيبة واحترام كبيرين عند أداء الممثلة القديرة رندة كعدي التي تؤدي دور أمّ جندي شهيد في الجيش اللبناني.

– كعادتها، تأبى ماغي بو غصن أن تغيب عن المواسم الرمضانية، فخرجت بالمسلسل الكوميدي الوحيد على الشاشات اللبنانية مقدمة ضحكة وسيناريو بسيطًا مع الممثل السوري قيس الشيخ نجيب من خلال مسلسل “جوليا”.

– إلى “الحبّ الحقيقي” الذي يلازم اللبنانيين منذ انتهاء جزئه الأول. يفلح المسلسل في اجتذاب عدد كبير من المتابعين لأحداثه المشوّقة غم انتقادات تصوّب على مشاهده الجريئة.

– “كلّ الحب كلّ الغرام”: يسجّل هذا المسلسل رقمًا قياسيًا في الانتقادات التي طاولته منذ بدء عرضه قبل شهر رمضان وصولًا إلى حلقاته النهائيّة. صحيحٌ أنه مسلسل Époque بيد أن اثنين لا يختلفان على ضعف الإخراج وسوء كثير من الأداءات التمثيلية، مرورًا بالنص الهزيل رغم أن كاتبه هو الكبير مروان العبد بيد أن التشويهات سلخت منه روحيّة الكاتب الراحل. ومع ذلك، يستقطب هذا المسلسل نسب مشاهدة عالية بعدما اعتمدت المحطة “المؤسسة اللبنانية للإرسال” سياسة الأجزاء لتعليق المشاهدين ويسجل للفنانين باسم مغنية وكارول الحاج الأداء التمثيلي الجيد.

– كما الإجماع على ضعف “كلّ الحبّ كلّ الغرام” كذلك الإجماع على تفوُّق مسلسل “تانغو” على ما عداه من المسلسلات بشكل صريح. كبار النقّاد يشرحون أن هذا المسلسل يكاد أن يكون الوحيد المتكامل من حيث الأداء التمثيلي والإخراج والنصّ. هي لمسات المبتدئة دانييلا رحمة والمبدع باسل خياط تحفر في المسلسل كثيرًا من لحظات الحبّ والتعجُّب ولو أن القصة مستهلكة وعنونها العريض: الخيانة. ويضيف باسم مغنية من صدقه ومهنيته في إنجاح العمل.

– في مقابل هذه المسلسلات البارزة، نجحت خماسية “الحبّ جنون” في جذب الانتباه إليها لا سيما خماسية “ألماز” لباميلا الكيك وكارلوس عازار، فيما بقي “موت أميرة” مظلومًا في غمرة المسلسلات الكثيرة رغم أنه يحتضن ثلّة مهمة من الممثلين في مقدمهم الممثل مازن معضم الذي يفرض حضوره الخاص وتجربة جديدة للفنانة شيراز.

– مقابل هذه المسلسلات اللبنانية والمشتركة (لبنانية-سورية) لا تغيب الدراما السورية التقليدية في الحارات الشاميّة القديمة ويبرز منها على الشاشات اللبنانية “وردة شامية” للرائعتين شكران مرتجى وسلافة معمار، وعطر الشام في جزئه الثالث.

في غمرة هذا الزحف المسلسلاتي غير المسبوق، يبدو الرابح الأكبر هو الممثل اللبناني، الذي يسطع نجمه هذا الموسم الرمضاني بشكل صريح إما في الدرامات اللبنانية الصرفة ومنها أربع على الأقل، وإما في الدرامات المشتركة اللبنانية السورية ومنها أربع على الأقل.

رامي قطار- “الأنباء”