هل نشاهد كأس العالم مجّانًا؟

كثيرة هي التخبُّطات التي يعاني منها تلفزيون لبنان وعلى رأسها التسويف في تعيين رئيس جديد لمجلس إدارته، ولكن رغم هذا التخبُّط يعلّق العاملون فيه كما اللبنانيون آمالاً كبيرة بأن يحظى التلفزيون الرسمي بحصرية بثّ مباريات كأس العام 2018 بشراكةٍ لا تكلّف اللبنانيين فلسًا واحدًا مع شركة “سما”، الوكيل الحصري لبيع حقوق بثّ قنوان “بي إن سبورتس” في لبنان.
حتى كتابة هذه السطور، وعلى عتبة أقل من أسبوعين لانطلاق الحدث العالمي الذي ينتظره الملايين حول العالم، تبدو المفاوضات بين الدولة اللبنانية وشركة “سما” إيجابية لكن غير محسومة على ما علمت “الأنباء” وهو ما يعيد إلى الأذهان مشهدية المفاوضات الفوضوية مع الشركة نفسها منتصف حزيران من العام 2014. ولكن مع دخول القطاع الخاص على خطّ المفاوضات، تلوح في الأفق حلحلةٌ هي أقرب إلى بشرى للبنانيين يُعلَن عنها في الساعات القليلة المقبلة متى تمّ إرساء الاتفاق الذي يقضي حسبما علمت “الأنباء” بأن تتولى شركتا الخلوي في لبنان مناصفةً دفع تكاليف نقل المباريات مجانًا عبر التلفزيون الوطني، وتقود هذه المفاوضات وزارة الاتصالات بالتنسيق مع وزارة الإعلام، على أن تُحسم الأمور في مهلة أقصاها ثلاثة أيام، كي لا تتذرع شركة “سما” بضيق الوقت وتفرغ إلى تحصيل الأموال من أصحاب المقاهي والمطاعم لقاء شرائهم “الريسيفرز” والبطاقات المشغّلة. وعليه، متى تمّ الاتفاق سيستغني هؤلاء عن الدفع ويلجؤون إلى التقاط موجهات تلفزيون لبنان، وهو ما قد يقلّص من أرباح الشركة المحتكرة، لذا يحرص القيمون عليها على ما علمت “الأنباء” إلى رفع سقوفهم المادية للتعويض عن انكفاء المقاهي والمطاعم عن دفع الأموال مقابل الخدمة. وفي معلومات لـ “الأنباء” تعقد شركتا “سما” و “بي إن سبورتس” مؤتمرًا صحافيًا يوم الجمعة المقبل تعلنان فيه عن نتائج المفاوضات مع الحكومة اللبنانية وسط تفاؤل في كواليس الشركة التي وزّع دعواتها إلى المؤتمر مذيّلة بعنوان: “مؤتمر الإعلان عن الشراكة مع الحكومة اللبنانية”.
وتشير مصادر مطلعة على الملفّ لـ “الأنباء” إلى أنّ الدولة اللبنانية أمام حلّين: إما القبول بعرض شركة “سما” الباهظ ورمي الكرة في ملعب شركتي الخلوي، وإما تدخّل رئيس الحكومة شخصيًا بالتواصل مع الجهات القطرية المخوّلة منح لبنان حقّ البث بتكلفةٍ معقولة. سيناريوهان لا ثالث لهما سوى حرمان اللبناني من المشاهدة المجانية، وبالتالي دفعه إلى التوجُّه إلى المطاعم والمقاهي لمشاهدة المباريات، أو في البقاء في منزله من دون مواكبة هذا الحدث العالمي لأنّ مشاهدة كأس العالم في لبنان “شرفيّة” وحكرٌ على الميسورين.
رامي قطار- “الأنباء”