تجديد الدور السوري في حماية إسرائيل!

منير بركات

هل لا تزال الشكوك تساور البعض حيال ما يجري؟

من الغريب كيف ما زال البعض يعيش ضبابية الممانعة والتضخيم الإعلامي بمواجهة العدو الإسرائيلي، وكيف ما زال الوهم يسكن عقول بعض الشرائح لا سيما بعض المثقفين منهم بالمراهنة على أنظمة يبرر وجودها الكيان الصهيوني والعكس صحيح!

بعد التهجير والتدمير وإرتكاب المجازر في سوريا ومشاركة العديد من الجيوش والترسانات العسكرية التي تقاطعت جميعها على حماية ما تبقى من نظام الأسد وعينها على مصادر الطاقة وخدمة الدولة العبرية وتفوقها وأمنها، أليس من الواضح بأن الأميركي والإسرائيلي والروسي والإيراني لعبوا دوراً في إستخدام الإرهاب وتوجيه الحرب لإرساء تسوية يستكمل فيها النظام في سوريا حماية حدود وأمن إسرائيل كما كانت منذ حوالي خمسة عقود؟

إذن، بدأ الفرز داخل الكتلة الواحدة بتركيب معادلة قائمة على تسهيل قوات النظام في المناطق الحدودية مع إسرائيل وإبعاد الميليشيات التابعة لإيران إلى عمق عشرين كلم من الحدود والقوات الايرانية إلى عمق ثلاثة أضعاف من ذلك، مع التشريع الدولي لتدخل إسرائيل عندما تقتضي الحاجة وتشعر بأي تهديد من الأراضي السورية!؟

في الاستنتاج: إبعاد إيران وميليشياتها عن التسوية والحفاظ على بقاء قواتها في سوريا في المدى المنظور والتي تشكل مصدر احتكاك وتوتر دائم داخل الأراضي السورية القابلة لإرساء مناطق نفوذ مختلفة خدمة لحماية إسرائيل والأهداف الدولية في نهب الثروات السورية، والتي يواكبها الضغط من خلال العقوبات غير المسبوقة على إيران والتي سوف تنتج تفاعل الوضع الداخلي في إيران وإضعاف وتدجين حزب الله المحرج أمام قواعده بعد تقديم الآلاف من الجرحى والشهداء لحماية نظام الأسد والتي لم تعد تكفي معها حجة حماية لبنان من الإرهاب.

كما أن العمل الجدي على حسم النفوذ الإيراني في العراق على قدم وساق بعد النتائج الإنتخابية الأخيرة، ليكون بذلك الرابح الاساسي الأميركي والروسي بتقاسم البترول والغاز، وبالحفاظ على أمن إسرائيل وحمايتها وتفوقها.

ولكن السؤال: هل ستلجأ إيران بعد تحريك الجبهة الفلسطينية (غزة) إلى قلب الطاولة بعد صمتها المطبق حول ما يجري وما دور حزب الله بذلك؟ في أجواء سقوط المصداقية وأوراق التهويل في التهديد بتدمير إسرائيل بالرغم من الضربات التي تلقتها القواعد الايرانية في سوريا والتغطية الروسية تحديدا وتشريع استمرارها بشرط عدم التعرض للقوات السورية.

لقد دخلت المنطقة مرحلة جديدة من الصراع سنتتظر مفاعيل ما يجري في سياق تطبيق خريطة التسويات الدولية وعودة القوات السورية إلى قواعدها سالمة لحماية الحدود الإسرائيلية!

(*) رئيس الحركة اليسارية اللبنانية

اقرأ أيضاً بقلم منير بركات

طلّة راقية في ذكرى مولده

لن يتمكنوا من تغيير هوية الجبل ووجهه

التحذير الفرنسي للبنان شبيه بتحذير السفير الفرنسي قبيل اجتياح 1982!؟

مفهوم الدولة وشروط تكوينها 

مكامن الخلل في تجزئة الحرية؟

أهل التوحيد والتاريخ المجيد… غادروا الماضي واصنعوا المستقبل !؟

الألفية التاريخية للموحّدين الدروز

تحفّزوا بالقامات الكبيرة يا حديثي النعمة!؟

بعيداً من التبسيط.. البلد على حافة الهاوية!؟

العقوبات غير المسبوقة تصيب مقتلاً في النظام الإيراني

الموحّدون الدروز: المخاوف من إطاحة الوطن

مبادرة “التقدمي”: خطوة متقدمة لحماية الحريات العامة

على الرئيس المنشود ممارسة القمع لكي يكون مرشح الناخب الأول!؟

تلازم الفاشية مع الطائفية ومأزق الحكم

أين المصير الواحد والبلد الواحد واللغة الواحدة من كل هذا؟

المطلوب وقفة موحدة ضد النظام!

الشعوب ضحية الأطماع الدولية والأسد فقد دوره الأقليمي

بلورة المشروع الوطني المعارض

رسالة الى رئيس الجمهورية

الاطاحة بالطائف يعيدكم الى حجمكم!؟