بعد كل الفظاعات والارتكابات… “تلفزيون لبنان” وحده يعاقب!

غريب أمر هذا البلد، وغريب أمر القانون فيه، فلا سطوة على قوي أو مدعوم أو متمول، وحده موقع الضعف يتحول مكسر عصا الدولة، ولكن الأغرب أن يكون “كبش المحرقة” هذه المرة هو أضعف عباد هذه الدولة.

وليس من باب إطلاق النار على هيئة الاشراف على الإنتخابات، التي كانت محاصرة طوال فترة الإنتخابات ومجردة الصلاحيات، ولكن من باب الحرص عليها، نطرح تساؤلات الناس المحقة.

فهل تلفزيون لبنان هو المرتكب الوحيد خلال الإنتخابات، وهل هو أخطر المطلوبين في هذه الجمهورية التي باتت تتقن إجراء استحقاقاتها الدستورية على قياسها؟

وهل خرق الصمت الإنتخابي إقتصر فقط على تلفزيون لبنان فيما كانت مرجعيات رسمية ترتكب هذا الخرق؟

الغريب أن الإجراء الوحيد الذي صدر عن هيئة الاشراف هو إحالة تلفزيون لبنان إلى محكمة المطبوعات، في وقت ضجت وسائل الإعلام بأخبار الخروقات والارتكابات والفظاعات التي حصلت خلال الإنتخابات.

هو إجراء أقل ما يقال فيه محاولة إنجاز من اللا إنجاز، فبدل أن يحفظ ماء الوجه كشف آخر عورات قانون الإنتخابات والهيئات التي خلقها وتركها من دون ادنى صلاحيات خدمة لخياطيه ومصالحهم.

(الأنباء)