تفاقم الوضع الأمني في إدلب ومناشير النظام تحض على “الاستسلام”

بدا واضحاً أن الوضع الأمني مرشح للتفاقم في مدينة إدلب (شمال سورية) التي انتقل إليها أغلب الفصائل المسلحة من العاصمة دمشق والوسط السوري، في وقت كان لافتاً أن مروحيات النظام السوري ألقت مناشير على سكان المدينة. وكعادتها خيرتهم فيها بين «جزرة المصالحة والاستسلام»، أو «عصا الخيار العسكري» على رغم أن إدلب تخضع ضمن اتفاق «خفض التصعيد»، وكانت تركيا ركزت نشر نقاط المراقبة فيها.

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن مروحيات النظام ألقت مناشير على مناطق ريف إدلب الشمالي، تدعو فيها سكان المدينة ومقاتليها إلى «ترك السلاح والتعاون مع النظام»، مشيراً إلى أن بعض المناشير خيرّت سكان إدلب بين «ترك السلاح أو الموت». وأشارت إلى أن «هذه هي الفرصة الأخيرة لتسوية أوضاعهم». وتأتي تلك الخطوة بعد أشهر من توقف المعارك العنيفة في ريف المدينة، التي تتمركز فيها قوات تركية وكانت نشرت 12 نقطة مراقبة على خطوط التماس بين مناطق سيطرة المعارضة ومناطق النظام ضمن اتفاق «خفض التصعيد». وأضاف «المرصد» أن قوات النظام قصفت فجر أمس أماكن في محيط بلدة بداما في ريف مدينة جسر الشغور في الريف الغربي لإدلب، بالتزامن مع استمرار الفلتان الأمني في إدلب وعمليات القتل ومحاولاته سواء من خلال رصاص مجهولين أو باستخدام عبوات ناسفة.

وأكد «المرصد» مقتل 3 أشخاص على الأقل جراء تبادل نار بينهم وبين عناصر من هيئة «تحرير الشام» بعد ملاحقة الأخير لسيارتهم وقتلهم للاشتباه بهم، كما جرت اشتباكات بين مسلحين محليين من أهالي منطقة جبل شحشبو من طرف، وبين مسلحين مجهولين من طرف آخر، على خلفية قيام مسلحين مجهولين بمحاولة زرع عبوات ناسفة في منطقة الفقيع بريف إدلب الجنوبي.

 واتهم مدنيون من إدلب، تنظيم «داعش» و «تحرير الشام» بالمسؤولية عن خطف شبان من المحافظة وإعدام أحدهم بعد عجز أهله عن دفع فدية بلغت قيمتها 100 ألف دولار أميركي.

وتداول ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي مقطعاً مصوراً يظهر لحظة إعدام شاب من قبل عصابة أقدمت على اختطافه، بعد عجز أهله عن تأمين مبلغ الفدية، عبر إطلاق النار عليه في شكل مباشر وهو مكبل اليدين ومعصوب العينين. وهدد الخاطفون قبيل إطلاق النار بأن شاباً آخر بحوزتهم سيلقى المصير نفسه إذا لم تدفع الفدية.

وأشار ناشطون أن الشاب الذي تم إعدامه يدعى زياد حميد، وهو من قرية جنوب شرقي إدلب، كان خطف من مجموعة مجهولة مع شاب آخر يدعى شوقي. وقال ناشطون وسكان محليون إن الخاطفين مجموعة تضم عناصر من «داعش» إضافة لأمنيين بمناصب عليا في «تحرير الشام». وأوضح هؤلاء أن الخاطفين طلبوا منهم مبلغ 100 ألف دولار، كما طلبوا من عائلة صديقه مبلغ 200 ألف دولار.