مصالحة الجبل ألغت منطق القوة إلى غير رجعة!/ بقلم وائل شميط

لماذا عاد منطق القوة؟ ولمن هذه القوة وضد من؟ في الفترة الأخيرة، آثر الوزير جبران باسيل على استخدام منطق القوة في جميع شعاراته وكأنه يريد أن يعيد لبنان إلى فترة ساد فيها منطق القوة والرؤساء الأقوياء والزعماء الأقوياء والأحزاب القوية وكانت النتيجة هي الحرب والدمار والتشتت والتشرذم.

إن كل تلك القوة التي حاول البعض الظهور بها في تلك الحقبة لم تؤدِ إلا إلى دمار لبنان، فكل من استقوى بالقوى القوية ليفرض نفسه بالقوة خسر وهزل وهرب.

لذلك، نريد دولة عادلة لا دولة قوية مستقوية على مواطنيها، ونريد عهداً عادلاً لا عهد قوة واستقواء.

نريد دولة تحمي مواطنيها قوية على أعدائها.

نريد دولة لا يكون فيها المدافع عن الفساد هو الفاسد ولا يكون فيها المدافع عن الحقوق المسلوبة هو سالب حق.

نريد دولة مؤسسات وعهد بناء المؤسسات لا عهد قوة التعطيل وعهد المناقصات المشبوهة.

نريد دولة ذات إقتصاد قوي وزراعة قوية ونريد مشاريع للكهرباء قوية مشاريع للمياه قوية ونريد حلاً قوي لمشكلة النفايات.

نريد القوة في الثقافة والقوة في الطبابة والقوة في التطور والقوة في إحترام المواطن الإنسان، نريد مفكرين أقوياء وموسيقيين أقوياء ورجال دين أتقياء وسياسيين شرفاء وزعماء وطنيين.

بعد الحرب الأهلية التي كانت بسبب شعارات القوة والحقوق المسلوبة، حيث حاول البعض فرض مشروعه بالقوة، حصلت المصالحة الوطنية والتاريخية في الجبل برعاية الزعيم الوطني وليد جنبلاط والبطريرك صفير لتلغي منطق القوة والاستقواء الذي كان سائداً في تلك المرحلة الصعبة وليسود مكانها منطق العيش الواحد والمصلحة الوطنية والشراكة والشركة والمحبة فكرست المصالحة مع البطريرك الراعي وإكتملت بالتحالف في لائحة واحدة “لائحة مصالحة الجبل”.

لا عودة إلى الوراء والقوة الحقيقية تكون بالاتحاد وبالتواضع والتعاون وبالشراكة. القوة الحقيقية بالمسامحة والمصالحة والاعتراف بأن لا أحد أقوى من غيره وأن هذا البلد محكوم بالتوافق شاء من شاء وأبى من أبى.

نريد تطبيق إتفاق الطائف وإلغاء الطائفية السياسية لا تفريغه من خلال قانون إنتخابات طائفي والانقلاب عليه.

لا للكتل الوهمية والوزراء الوهميين فلا يوجد تعطيل قوي.

لتكن الدولة عادلة حيث يتمتع المواطن بها بطبابة جيدة وبحماية إجتماعية.

لتكن دولة قانون إنساني حقيقي وبمستوى تعليمي يليق بالمواطن اللبناني.

لتكن دولة عادلة حيث هناك ماء وكهرباء ومعمل لإنتاج الكهرباء لا أن تكون دولة قوية تعتمد على البواخر والمناقاصات غير الشفافة.

لتكن دولة عادلة فيها برامج فاعلة لتأمين فرص عمل وخفض نسبة البطالة.

نريد دولة لبنانية لكل لبناني. لتكن الوطنية والمواطن هم القوة والأقوياء فقط.

(الأنباء)