أبو الحسن من قرنايل: لن نساوم على ثوابتنا في تشكيل الحكومة

 قرنايل- هلا أبو سعيد

دعا عضو اللقاء الديمقراطي النائب هادي أبو الحسن لتأليف حكومة تعكس التمثيل الحقيقي للقوى السياسية وتحترم إرادة الناخب اللبناني، مؤكداً على أن اللقاء الديمقراطي فاز بأغلبية ساحقة في هذه الإنتخابات، ما يمنحه الحق بحصةٍ وازنة ليتمثل بثلاثة وزارات. وحذر من منطق الإستقواء الذي دفع لبنان ثمنه غاليا مشدداً على أنه لا يجوز المساس بنظام الطائف الذي بُني بميزان سياسي دقيق بعد أن كلف شعب لبنان 150 الف شهيد.

كلام أبو الحسن جاء في حفل التخرج السنوي الرابع لطلاب ثانوية قرنايل لعام 2017/2018 الذي خرجت دفعة 57 طالباً إلى المرحلة الجامعية. حيث تحدث مشيداً بإدارة ثانوية قرنايل الرسمية والهيئة التعليمية والطلاب، وهنّأ بعيد التحرير موجّهاً “التحية الى كل المناضلين والى كل المقاومين دون استثناء، وقال: التحية الأكبر إلى المناضل الأكبر والمقاوم الأكبر، إلى روح المعلم الشهيد كمال جنبلاط، الذي أعلِنَ من منزله في بيروت عام 1982 بيان المقاومة الوطنية اللبنانية، وبدأت معه مسيرة التحرير لتُستكمَل لاحقاً في العام 2000 بجنوب لبنان.

وخاطب الطلاب المتخرجين قائلاً: هنيئاً لكم هذا التخرج وإذا كان لنا من كلمة، فنوصيكم بالعلم والإنفتاح والثقافة، وبأهم ما تعلمناه في ثانوية قرنايل وفي مدرستنا الثانية مدرسة المعلم الشهيد كمال جنبلاط، وهو “كيف نستطيع أن نقرن العلم بالأخلاق وأن نقرن الممارسة السياسية بالأخلاق.”

وأضاف: نقف اليوم على مفصل بين مرحلتيْن: مرحلة الإنتخابات النيابية العابرة، ومرحلة المستقبل الآتي وتشكيل الحكومة المقبلة. وفي هذه المناسبة، وبعد أن انجلى المشهد وخفتت أصوات أبواق السيارات وخفّت أهازيج المحتفلين والمنتصرين، فلهؤلاء الشرفاء نقول شكراً لكم ولكل الأوفياء الذين منحونا الثقة وأعطونا الفرصة. ولا بد لي أن أشدد هنا على أننا لا يمكن أبداً أن نرتقي على أكتاف الناس، بل نحن نرتقي مع الناس من أجل مجتمع أفضل ووطنٍ أفضل، وسنحمي المبادئ والثوابت، ونؤكد على أن العناوين العريضة التي خطّيناها بعنايةٍ وأطلقناها وحميناها بالخطوط الحمراء،  ووكالتكم التي منحتمونا إياها، أمانةٌ في أعناقنا.

وتابع: نحن مقبلون في المستقبل القريب على تشكيل حكومةٍ نأمل أن تكون حكومة توافق وطني أو وفاق وطني، فليسموها ما يشاؤون، المهم أن تعكس التمثيل الحقيقي وحجم القوى السياسية بدقة وتحترم إرادة الناخب اللبناني. ومن هذا الموقع نطالب القوى السياسية أن تمضي في عملية تشكيل الحكومة دون تأخير. فنحن لن نقبل ولن نساير ولن نهادن ولن نساوم على الثوابت، وسنصون النتائج التي حققناها، وسنضيفها على خطوطنا الحمراء، بالخط العريض. فاللقاء الديمقراطي فاز بأغلبية ساحقة في هذه الإنتخابات، وبالتالي عليكم جميعاً احترام هذا التمثيل، بحصّة وازنة ستترجَم في هذه الحكومة المقبلة بثلاثة وزراء.

وأردف محذراً: نحترم كل المكوّنات وخصوصياتها، ولنا خصوصيتنا التي لا يمكن ولا يجوز المس بها. فإذا كان معيار القوة هو الأساس، فهذه الانتخابات أظهرت حجم وقوة اللقاء الديموقراطي التي يجب ان تُحترم وتُراعى في هذا التشكيل، بالرغم من اننا لا نرى بأن منطق القوّة والإستقواء يفيد أحداً في لبنان. فهذا النظام اللبناني نظام الطائف الذي بنيناه بالدماء وبعرق الجبين وبميزان سياسي دقيق كلّف الشعب اللبناني مئةً وخمسين ألف شهيد لا يجوز المسّ به. فلنذهب إلى تشكيل الحكومة بكل وعي وبكل انفتاح وإرادةٍ حقيقية للإسراع في التشكيل. وندعو كافة القوى لإزالة المعوّقات، وأحد هذه المعوقات هو عدم احترام الخصوصية وعدم احترام نتائج الإنتخابات والتمثيل الحقيقي.

وأكد على أن الانتخابات محطّة والحكومة محطّة لكن في العمل ينتظرنا الكثير. لأن الشعب اللبناني يعوّل علينا كثيراً. كيف لا ولبنان يئنّ والشعب يرزح تحت وطأة الديون والفساد والمراوحة والتسويف؟ نحن أعلناها بالفم الملآن، سنكون السدّ المنيع والصوت الصارخ، وسوف نحيي زمن كمال جنبلاط في المجلس النيابي وفي الحكومة وفي كل المؤسسات. ولن نسمح بلعبة التمادي والفساد، وسنكون كما عاهدناكم وتعاهدنا معكم وكما تربّينا في مدرستنا السياسية على أن نكون تلك القيمة الحقيقية في الحياة السياسية اللبنانية، كي نقول كيف تمارَس السياسة، وكيف تقترن السياسة بالاخلاق.

وإذ لفت إلى أنه “بالأمس عندما دخلت الى الندوة النيابية في الجلسة الأولى، غلبت على القاعة كلمات السعادة والمعالي وغيرها من عبارات التفخيم”، قال: كم شعرت بالحرج وأنا أرى الكثير من الشعب اللبناني يترنّح تحت وطأة الفقر والحرمان والبعض يتغنى بشعارات زائفة بائدة لا تفيد. وفي تغريدتي الأولى بعيد الجلسة ذكرت أننا خطونا الخطوة الأولى على درب المشقّة من أجل مواطن حر وشعب سعيد. أعدكم بأن نستمر في درب النضال والعناء والشقاء والإلتزام من أجل تحقيق عنوان ومبدأ كمال جنبلاط “مواطن حر وشعب سعيد”، عهدي ووفائي لهذه المدرسة ولهذه المنطقة أن أكون إلى جانبكم على كل المستويات الإنمائية والإجتماعية والسياسية، وعسى أن نرى نهضةً إنمائية وتربوية على مستوى المتن”.

كلمات
وكان الاحتفال قد بدأ بالنشيد الوطني بعد دخول المتخرجين، تلاه ترحيب من الناظرة العامة في الثانوية راوية ضو، ثم تولى التعريف الطالب الفائز بمسابقة الإلقاء بجامعة رفيق الحريري محمود جمعة حامد.

وألقت كلمة المتخرجين الطالبة ديما المصري التي شكرت باسم زملائها جهود الهيئة التعليمية وتضحيات الاهالي وعاهدت المدرسة على المضي قدما على اسس الاخلاق والتربية الوطنية.

وألقى كلمة مجلس الاهل السيد عصام المغربي الذي حيا جهود الإدارة مؤكداً على أهمية دور مجلس الأهل بدعم المسار التربوي مشدداً على تشبيك الايدي بين الاهل والمدرسة لما فيه صالح الطلاب وجيل الناشئة.

كلمة الهيئة التعليمية ألقتها استاذة اللغة العربية نجوى البنا نوفل التي حيث الجسم التربوي مشددة على أهمية دعمه لتطوير المناهج العلمية. وتمنت على الطلاب ان لا يبخلوا بعطائهم على اهلهم ووطنهم في المستقبل المهني.

هلال
مديرة الثانوية لينا هلال حيت الحضور مرحبة بأبو الحسن شاكرة رعايته ودعمه، وذكرت بأنه كان أحد طلاب المدرسة المميزين.
وإذ أثنت على مسلكه وثقة الناس به وبنهجه الاجتماعي والوطني، أكدت على ثقتها بأنه سيدعم القطاع التربوي، خاصة انه وعد بالاهتمام بالشباب ومستقبلهم.

وتوجهت للطلاب متمنية لهم النجاح في المرحلة الجامعية ومستقبلاً زاهراً في المجال المهني.

ثم سلمت ابو الحسن درع تقدير وشعار الثانوية.

حضر الإحتفال مدير عام وزارة التربية والتعليم العالي ممثلاً بالدكتورة ندى حسن، وكيل داخلية المتن عصام المصري وجهاز الوكالة وكوادر حزبية، قاضي المذهب غاندي مكارم، مستشار وزير التربية د. نادر حديفي، رئيسة قسم جبل لبنان في المنطقة التربوية آمال غانم، رئيسة دائرة القضايا القانونية في وزارة التربية ناهدة بو كروم، مسؤولة البرامج المتلازمة أكاديميا في كلية الصحة العامة في جامعة البلمند د. حبوبة عون، ممثلون عن مؤسسة كمال جنبلاط الاجتماعية وأعضاء من المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز، رئيس بلدية قرنايل د. مروان الأعور ومخاتير البلدة، فعاليات روحية وتربوية واجتماعية، ممثلو الاجهزة الامنية، رؤساء اندية وروابط وجمعيات، مدراء مدارس وثانويات وهيئات تربوية ،وممثلين عن لجنة الأهل وجمع من أهالي الطلاب وحشد.

هذا وتخلل الحفل ترحيبا وتكريما للمخترع الدكتور علي زراقط الذي قدم “ساعة صخمة” من اختراعه لمجلس النواب والمدرسة الحربية اللبنانية، وكرمته السفارة الالمانية في لبنان.

كما  شاركت د. نور لطوف رئيسة جمعية المبتكرين والمخترعين العرب بتكريم خمسة طلاب مخترعين من المدرسة آملة بمستقبلٍ واعد لجميع الطلاب.

(الأنباء)