رغم إصرار كل القوى السياسية على التأكيد المتواصل على أهمية وضرورة الإسراع بتأليف حكومة وحدة وطنية جديدة بالنظر إلى حجم التحديات الإقليمية والداخلية الضاغطة سياسياً وإقتصادياً وإجتماعياً ومعيشياً ولكن قد لا تكون ولادة الحكومة الجديدة بالسهولة التي يتمناها البعض من القوى السياسية.

وواضح أن مسألة تحديد الأوزان والأحجام ستكون العقدة الأولى التي تواجه الرئيس المكلف سعد الحريري وقد برز في الآونة الأخيرة كلام كثير حول حجم حصة “القوات اللبنانية” التي كشفت بأنها تمتلك معطيات تؤكد أنها ستتعرض لحصار وزاري من ناحية عدم الإعتراف بالوزن السياسي الجديد الذي رفع حضورها البرلماني من خمسة نواب إلى 15 نائباً.

وأكد هذا التوجه الكلام الصادر عن مسؤولين في التيار  “الوطني الحر” يقول بأن حجم تمثيل “القوات” في الحكومة السابقة كان أكبر من حصتها الطبيعية. وبالتالي، لا يمكن أن تحظى بتمثيل أوسع في ظل سعي التيار الوطني الحر للحصول على عدد كبير من الوزراء بمعزل عن حصة رئيس الجمهورية.

وواضح أن مسار العلاقة القواتية- العونية يعتريه الكثير من الشوائب فيما لفتت تغريدة لوزير الإعلام ملحم الرياشي قال فيها: “وظنّ نمرود أنه يستطيع أن يفعل ما يشاء، ويحصل على ما يشاء، ويحتكر كل شَيْءٍ لنفسه ولا يقاسم الخبز حتى مع أخوته، وبدأ يفسد في الارض وظنّ أنه سوف يصيب الله في سهمه، فتركه العليّ ليبلغ اعلى برج بابل وأسقطه من اعلى الى أسفل، فمات مسحوقاً! (من وحي الصوم الرمضاني)”.

وبرز لقاء مساء الجمعة بين رئيس مجلس النواب نبيه بري والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وقد أملا “بتشكيل سريع لحكومة وحدة وطنية موسعة تعكس التمثيل الصحيح” وأكدا العمل الجاد لمحاربة الفساد.

كما تبرز مسألة التمثيل الدرزي في واجهة الإهتمامات لا سيما مع إصرار بعض القوى  السياسية على إستيلاد كتل برلمانية هجينة لتأمين مقاعد وزارية، وبرز الموقف الحاسم للقاء الديمقراطي بأن يكون التمثيل الدرزي مكتملاً للقاء طالما أنه يمثل سبعة من أصل ثمانية نواب دروز في حين باتت ظروف فوز النائب الثامن بمقعده الذي ترك شاغراً له معروفة للقاصي والداني.

وفي هذا الإطار، تفيد المعلومات بأن الموقف الحاسم للقاء الديمقراطي هو رسالة إلى كل المعنيين بأن هذه المسألة لن تمر مرور الكرام ولم يتم القبول بالإلتفاف حولها.

وتبرز كذلك أيضاً مشكلة تمثيل القوى السياسية التي تحالفات مع كتل نيابية كبيرة للفوز بالإنتخابات وهذه أيضا مسألة قد تولد تعقيدات في عدد من الملفات.

المحرر السياسي – “الأنباء”