في زمن التحرير… المقاومة زينة اللبنانيين من المختارة الى الناقورة

صباح 25 ايار 2000 لم يكن تاريخا عادياً في تاريخ لبنان، ففي هذا اليوم كسرت شوكة الجيش الذي لا يقهر تحت اقدام الرجال المقاومين الذين خطوا بثبات على طريق التحرير منتزعين ارض بلدهم من فم الذئب الاسرائيلي الكاسر.

ففي 25 ايار 2000 انتصرت المقاومة بعدما عجز المجتمع الدولي طوال العقود على تطبيق التزامه وبقاء القرار 425 حبرا على ورق، ليثبت لبنان مجددا ان ارادة الشعوب بالحياة وحقها بتقرير مصيرها هي التي تحدد مسار الامم وخياراتها ومستقبلها.

ففي ذلك اليوم التاريخي الذي خرجت فيه آلة الحرب الاسرائيلية منهزمة من جنوب لبنان تحت وقع ضربات المقاومة الاسلامية، لم تكن قد نسيت بعد يوم خرجت ذات يوم من بيروت مطلقة عبر مكبرات الصوت: “لا تطلقي النار يا بيروت نحن راحلون” تحت رصاص المقاومة اللبنانية التي قادتها الاحزاب الوطنية من الحزب التقدمي الاشتراكي وحركة امل والحزب السوري القومي الاجتماعي والحزب الشيوعي اللبناني وغيرهم من الاحزاب والقوى الفلسطينية.

ففعل المقاومة كان ولا يزال زينة اللبنانيين من المختارة الى الناقورة، حيث تكرّست بالدم وتعمدت بشهادة كبار من هذه البلاد كان في طليعتهم الشهيد كمال جنبلاط الذي انطلقت المقاومة من منزله في بيروت، محتضنا شرارة الانتفاضة الفلسطينية ومقدما نفسه على مذبح القضية الأم.

فمقاومة الاحتلال ليست احتمالا او خيارا انما قدر للاحرار وفعل متجدد متى دعا الواجب، والتفاف الشعب حول هذا الخيار في الزمن الصعب هو فعل مقاومة ايضا، والذي تجلى بأبهى صوره ابان العدوان الاسرائيلي في حرب تموز حين تحوّل لبنان في شماله وبقاعه وجبله بيتا واحدا مفتوحا امام الجنوبيين، وهكذا سيكون في كل زمن وفي كل عهد.

وفي هذا اليوم الكبير لا بد من توجيه التحية الى كل الشهداء الذين سقطوا في المواجهة الكبرى في وجه الاحتلال الاسرائيلي في لبنان، والتحية موصولة للدماء الزكية التي سقطت وتسقط في فلسطين التي لا تزال تنتظر فجر تحريرها يوما ما.

المحرر السياسي – الانباء