“وثائق سياسية من تاريخ القاطعات اللبنانية”: كتاب مرجعي للدكتور رياض غنّام

كتاب جديد للدكتور رياض غنّام صدر مؤخراً عن دار معن بعنوان: “وثائق سياسية من تاريخ المقاطعات اللبنانية (1707-1873)” ويتضمن وثائق تنشر للمرة الأولى.

يتضمن الكتاب مجموعة هامة من الوئاثق السياسية جاوز عددها المئة والثلاثين وثيقة، توزعت على القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، حملت تواقيع بعض الولاة العثمانيين والبطاركة والحكّام والأمراء الشهابيين وشخصيات مقاطعجية وسياسية ورجال دين وغيرهم.

وكتب الدكتور غنّام في مقدمة الكتاب:”مع ابتعاد الفاصل الزمني عن الحدث التاريخي، وفقدان المصادر الأساسية المؤرخة له أو ندرتها، تبرز أهمية الوثائق التاريخية المواكبة للحدث كعامل مساعد في إيضاح جوانب معينة يكتنفها الغموض، أو كعلوم موصلة من شأنها تصويب ما خطّه مؤرّخو الحدث فشوهوا إما عمداً أو عفواً وقائعه خدمة لفكرة سياسية أو لفئة إجتماعية أو عصبية دينية أو مذهبية.

وبقدر ما نؤكد على أهمية الوثائق الدولية وتقارير السفراء والقناصل وعملاء الدول الأجنبية، بقدر ما نحن بحاجة إلى ترويج وعي وثائقي يتناول أرشيفنا المحلي والأهلي، وضرورة تظهيره وإعلانه وإخراجه من خزائن من يحتفظون به، حاجبين عنه النور والهواء، تاركينه عرضة للرطوبة والحشرات وعبث عوادي الزمن، أو الرمي من قبل الأحفاد في مكب النفايات وما أكثرها.

إن ظاهرة التوجه نحو الكتابة التاريخية الجديدة، بعد أن استنفدت المصادر الأساسية الكلاسيكية للكتابة، تلاقي إقبالاً شديداً من خلال التأكيد على العودة إلى الوثائق الأصلية، بحيث ينصرف الباحث إلى الإنغماس فكراً وجهداً في تقميش المادة، من خلال ما يعثر عليه من مادة يوظفها الكاتب في تأكيد السياق العام للحدث التاريخية، وهو في جهده هذا، وإن لم يغير مجرى الحدث بشكل عام، فإنه غالباً ما يضفي عليه تأكيدأ وثائقياً، يجنبه تكرار ذكر المصادر عينها التي ترد غالباً في هامش كل صفحة، وهو مرجع هام لكل باحث في المعرفة التاريخية.

وإذا كان التأريخ يسعى إلى إدراك الماضي البشري، فإن ذلك لا يتم عبر التوهم أو التصور أو التخيّل، وإنما عبر الاحافير والمدونات سواء أكانت منحوتة أم مكتوبة، ولعل الرسوم والأبنية والتماثيل والنقوش والمؤلفات والكتابات، بما فيها المراسلات والمذكرات والخواطر وغيرها، كلها تساعد على فهم وإدراك الماضي البشري، وتمكّن الباحث من استخراج صورة صحيحه حية عن هذا الماضي بما في ذلك تطوره.

على ضوء ما تقدم، تعتبر الوثائق المكتوبة بما في ذلك المؤلفات المخطوطة، أحد أبرز مصادر التأريخ التي يبني من خلالها المؤرخ صناعته التاريخية. فيبني عليها مؤلفه معتمداً شتى وسائل المساعدة والممكنة، بما فيها التقنيات الحديثة لبلوغ كتابة تاريخ لا ترهق كاهل صاحبها”.

يقع الكتاب في 464 صفحة.