لتذكير من لا يذكرون: تجارب وزراء “التقدمي” مضيئة وهكذا ستبقى!

وهيب فياض

درجت العادة بعد دستور الطائف، ان تعطى للقاء الديمقراطي وزارات يعتبرها المتصارعون على المناصب والمكاسب وزارات هامشية، وكان وليد جنبلاط يقبل بها، لضرورات ترسيخ السلم الأهلي، وعدم عرقلة تشكيل الحكومات، ومن اجل إطلاق عجلة الدولة بعد حرب أهلية طويلة.

ولكنه وبالمقابل ازال عن هذه الوزارات صفتها الهامشية.

التزم وليد جنبلاط بعد الطائف مشروعا صعبا لإعادة المهجرين في أولى وزارات ما بعد الطائف وظل يحمل حملها الثقيل على مدى اكثر من عقد من الزمن ان مباشرة او بطريقة غير مباشرة عبر وزراء من كتلته.

قيل الكثير حول وزارة المهجرين، وتحمل وليد جنبلاط ووزراءه اتهامات ونقدا بل وأكثر، رغم ثبوت كذب هذه الافتراءات ولكنهم بالنتيجة وصلوا بملف المهجر الى نهاياته، ليس بالمال فقط، بل بالمصالحات التي كانت بعد الحرب شبه مستحيلة، فصارت واقعا، وبإعادة إعمار كافة القرى المهجرة، وخصوصا في الجبل، وهذه القرى شهدت بأصوات المسيحيين قبل الدروز في الانتخابات، ان وليد جنبلاط أعاد الألق الى كنائسها وجوامعها وبيوت القرى، والطرقات، ومشاريع الإنماء والبنى التحتية، وطبعا بيوت اَهلها، فعادت اجمل مما كانت عليه قبل الحرب، مثلما عادت علاقات المتخاصمين حربا لتصبح علاقات المتضامنين بالتآخي سلما. وما ان أرخى وليد جنبلاط حمل وزارة المهجرين عن كاهل كتلته النيابية حتى صارت مادة للابتزاز والاسترزاق السياسي.

وألصقت بتكتل اللقاء الديمقراطي وزارة البيئة وكأنها لزوم ما لا يلزم، فتحول وزيرها، الى شيخ حل مشاكل البيئة في الحكومات اللاحقة رغم ان الوزارة صارت بيد غيره، فكان مهندس مجلس الوزراء لمشاكل البيئة، وملفات النفايات.

وأسندت وزارة الصحة مرتين الى وزيرين للقاء الديمقراطي يوم كانت هذه الوزارة محرقة لمن يتولاها، فأصبحت بعدهما قبلة كل وزير، بعد ان اصبحت مالئة الدنيا وشاغلة الناس، ورافعة لمن يتولاها ولو لم يضف الى انجازاتها الا متابعة عمل من سبقه.

وحتى قبل الطائف، فهل من ينسى ان وزارة الداخلية تحولت عندما تولاها كمال جنبلاط، من وزارة قمع الحريات، الى وزارة الترخيص للأحزاب المحظورة، ووزارة تطبيق القانون مع مراعاة شرعة حقوق الانسان.

هناك الكثير لنضيفه ولكننا نكتفي بهذا القدر، ونلفت قبل تأليف الحكومة الجديدة، الى ان جمهور اللقاء الديمقراطي، والذي اصبح جمهور المصالحةً، قد ضاق ذرعا باستسهال إرضاء من اعتبر نفسه ام الصبي، خصوصا ان مبررات ما كان يرضي سابقا، قد زالت، ونتائج الانتخابات قضت الأمر الذي فيه تستفتون.

اذا كان تكتل اللقاء الديمقراطي قد أتقن جعل الوزراء الآخرين اولين بالاداء والشفافية والتميز، فماذا لو كان وزراء تكتل المصالحة في الحكومة المقبلة، رافعة للوزارات السيادية والخدماتية، لتخرج من سباتها على يد رجال دولة من طراز فريد، اوليسوا هم تيار الاعتدال والمصالحة في زمن الجنوح الى التطرّف، ونكران الشراكة والمحبة وهي شعار من أعطي مجد لبنان.

اقرأ أيضاً بقلم وهيب فياض

جنبلاط يهادن مجدداً وينعي اتفاق الطائف

أيها المعلم المشرق علينا من عليائك

نزار هاني: أرزتك أطول من رقابهم!

ما وراء خطاب العرفان!

عن الفتح المبكر للسباق الرئاسي: قتال بالسلاح الأبيض والأظافر والأسنان!

عهد القوة ام العهد القوي؟

من موسكو: تيمور جنبلاط يجدل حبلاً جديداً من “شعرة معاوية”!

لجيل ما بعد الحرب: هذه حقيقة وزارة المهجرين

حذار من تداعيات إزدواجية المعايير!

عن دستور ظاهره مواطنة وباطنه عفن سياسي!

لا تحطموا برعونتكم أعظم إختراع في تاريخ الديمقراطية!

رسالة من العالم الآخر: من أبو عمار إلى أبو تيمور!

يحق لوليد جنبلاط أن يفاخر!

تبيعون ونشتري

إنه جبل كمال جنبلاط!

إلا أنت يا مير!

ادفنوا حقدكم لتنهضوا!

الإصلاحيون الحقيقيون: إعادة تعريف!

مطابق للمواصفات!

خيارات المختارة وتحالفاتها: قراءة هادئة!