“كفرناحوم”… وجعٌ لبنانيّ آخر في “كانّ”

هو وجعٌ لبنانيٌّ آخر تشهد عليه مدينة “كانّ” الفرنسية في إطار مهرجانها السينمائي السنوي الذي ينتظر عشاق الفنّ السابع. لا بل هو فيلمٌ جديد يحمل المخرجة اللبنانية نادين لبكي إلى العالمية.

“كفرناحوم” فيلم لبناني طويل هو الثالث للمخرجة اللبنانية المبدعة نادين لبكي ينافس اليوم في مهرجان “كانّ” الفرنسي لحصد السعفة الذهبية في المسابقة الختامية. ويروي الفيلم اللبناني الذي تولى زوجها خالد مزنّر إنتاجه حكاية وجعٍ لبنانيّ راسخ، يعشش في زوايا معتمة من الوطن المثقل بهموم أبنائه وهموم النازحين السوريين.

هي قصّة الطفل السوري زين الرفيع الذي قرر أن يحاكم والديه لأنهما أنجباه إلى هذه الدنيا وأهملاه. وتتوالى فصول الوجع بعد أن يجد الطفل ضالّته لدى سيدة إثيوبية سرعان ما تختفي هي الأخرى.

اليوم، تعوّل لبكي التي حاربت وحيدة بعيدًا من دعم أي جهةٍ رسمية لإنتاج فيلمها، على الفوز بالسعفة الذهبيّة ليصخب العالم باسم لبنان مجددًا. تعوّل، كما اللبنانيين، على التصفيق الذي نالته في أثناء عرض الفيلم والذي استمرّ أكثر من عشر دقائق متواصلة بعدما حاز إعجاب الحاضرين والنقّاد.

وكانت لبكي قالت قبل مجيئها إلى الدورة الحادية والسبعين من المهرجان: “هذا الطفل الذي أراه في الشارع عندما يختفي إلى أين يذهب؟ ماذا يحلّ به؟ من هم أهله؟ كيف هي حياته؟ هذا ما كان يهمّني”.

إشارة إلى أنه شارك كتابة الفيلم، إلى لبكي، جهاد حجيلي وميشيل كسرواني وأنتجه زوج لبكي الموسيقي خالد منزر، الذي يخوض تجربته الإنتاجية الأولى.

هي حكاية نجاح لبناني جديد تسطره نادين لبكي التي عرفها جمهور “كانّ” ونقادها في فيلم “سكّر بنات”، على أمل أن تنتهي هذه الحكاية بعد ساعات بجائزةٍ يحصدها لبنان المتألم الناهل من ألمه إبداعاتٍ فرديّة تبلغ العالمية.

رامي قطار- “الأنباء”