الموت السريري لأمة نبضها فلسطين!
منير بركات
15 مايو 2018
التواطؤ البريطاني مع الصهاينة ضد فلسطين ابان الانتداب آنذاك الذي بدأ بتسلل من خلال شراء الأراضي الواسعة لصالح الاثرياء الصهاينة، وممارسة الإرهاب وارتكاب الجرائم والمجازر على يد العصابات ضد الأبرياء من الشعب الفلسطيني، وقبل تأسيس إسرائيل بعشرات السنين، والسيطرة على بعض المدن والقرى أمنيا والتي مهدت لإزالة فلسطين من خلال الهجوم الشامل على كل فلسطين وتم سلبها بالقوة من قبل الصهاينة، وما لبثت أن تأسست اسرائيل عام ١٩٤٨ بغطاء دولي أميركي – بريطاني.
إذن إسرائيل هي دولة محتلة وجسم غريب مصطنع في المنطقة، ومن المعروف منذ فجر التاريخ وثوابته وحركته بأن الاحتلال أي احتلال يقاوم ولو دام لزمن، تحكمه حتمية زواله بقوة حق الشعوب في تحرير اراضيها المحتلة.
والأمثلة كثيرة تاريخياً من احتلال أفريقيا والهند وحتى الصين من قبل الغرب، واحتلال بريطانيا لأميركا في القرن السابع عشر، وهزيمة النازية التي احتلت مساحات شاسعة من العالم، وصولا إلى الشعب الفيتنامي ومقاومته الباسلة وإذلال الولايات المتحدة الاميركية، كل هذه الدول تحررت ولو بعد حين.
إذن شعبنا الفلسطيني موعودا بتحرير أرضه بقوة وارادة ومقاومة شعبه ومهما طال الزمن في الوقت الذي بدأت فيه عناصر الضعف تغزو الدولة الإسرائيلية، بدء من العوامل الديموغرافية الضاغطة والتفكك المجتمعي الداخلي واستشراء الفساد والفضائح في الجيش والأحزاب وجولات الحرب التي أخفقت بها وانكشاف حربها النفسية على العرب كدولة متفوقة لا تقهر كل ذلك يشير إلى استحقاقات سوف يواجهها الكيان الصهيوني، ومن الطبيعي بأن حتمية إنتصار الشعوب في تحرير أرضها لا تتحقق دون تفعيل شروط الانتصار والمواجهة والمقاومة ووحدة الموقف في ظل التصعيد السافر من الإدارة الأميركية والدولة الصهيونية الغاصبة في خطوة إعلان القدس رسميا عاصمة للدولة الإسرائيلية؟
على كل العرب شعوبا وانظمة الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في محنته وحماية القضية الفلسطينية التي تشكل نبض العروبة الحية في أمة تعاني من التحلل ومن الموت السريري البطيء!؟
*رئيس الحركة اليسارية اللبنانية