العرب يصمتون وترامب ينتصر… والنكبة أيضاً!

هكذا تضيع الشعوب والأمم، وهكذا ضاع الملك العربي من الأندلس إلى القدس ومن دمشق إلى عدن.

قد يسأل سائل: كيف هجرت بضعة عصابات من “الهاغانا” المرتزقة ملايين الفلسطينيين من أرضهم وأحرقت بيوتهم وسبت نساءهم.

قد يسأل سائل: كيف سقطت الجيوش العربية على ضفاف طبريا وعلى مشارف النقب، وكيف لم تصمد حتى لتحمي الجولان وجنوب لبنان.

قد يسأل سائل: كيف تراجع العرب من اللاءات الثلاث إلى حدود الـ 67 إلى مبادرة بيروت وصولا إلى موقع المتلقي للشروط لا فارضها.

الجواب الوحيد على كل هذه الأسئلة وسواها هو في وعد ترامب الذي بات حقيقة، وها هو صهره في القدس يدشن السفارة الأميركية ضارباً عرض الحائط كل الأصوات المعترضة العربية والدولية، معلناً إنتصاره مجدداً على الهزيمة العربية المتكررة منذ النكبة، التي انتصرت بدورها في ذكراها الأليمة التي أرادها ترامب موعدا لتدشين سفارة بلاده في القدس.

نعم هذا هو الجواب على سبب الانكسار والهزيمة الدائمة، فالجعجعة الإعلامية إنتهت بعد أسبوع على إعلان ترامب نهاية العام 2017، ليأتي موعد الحقيقة المرة في ظل صمت مطبق دولياً وعربياً، فالصراع المذهبي لم يترك للقدس مكاناً في المشهد العربي إلا بالشعارات وعناوين المؤتمرات الفارغة.

أما الحقيقة القاسية فهي تلك التي كرسها بلفور القرن الواحد والعشرين والملايين الغاضبة ليسوا إلا  “كومبارس” على هامش التاريخ لا أكثر ولا أقل.

نادر حجاز – “الأنباء”