لماذا وليد جنبلاط في السادس من أيار؟/ بقلم فراس اسماعيل حمدان

المسألة هي ليست صراع هويات وتثبيت وجود لجماعة معينة، فقد حسم الموضوع منذ إتفاق الطائف وأعطيت كل الجماعات حقوقها، مع العلم أن الإخلال بهذا الإتفاق ومحاولة تعديله سوف يعيدنا إلى ما قبله.

المسألة هي ليست في برامج إنتخابية تقنية لأن العبرة في التنفيذ، والتنفيذ يتمّ عبر مشاريع قوانين تقدم إلى مجلس النواب والوزراء والتي بحاجة إلى إقرار بأكثريات موصوفة والإ تكون بالتالي حبر على ورق لا يغني ولا يسمن عن جوع.

المسألة هي ليست قضية مرشح متموَل لديه إمكانيات مادية، يمكن أن يقدَم خدمة ومنفعة شخصية آنية وظرفية لناخب معين، بل مسألة رؤية ومسارمعلن ونهج شجاع لا يتوارى في الظروف الصعبة ولا يخاف من الشمس.

إن المسألة هي مسألة خيار سياسي واضح بين من يريد لبنان واحة للحريات ومتنفسّ للمثقفين والمظلومين والسياسيين الهاربين من غدر أنظمتهم، وبين من يريد لبنان متحكم به نظام أمني مستبدّ يعتقل فيه زياد عيتاني ويوقف الشيخ عباس الجوهري ويستدعى مارسيل غانم ويركّب ملف لمصطفى هاني فحص.

إن المسألة هي مسألة أسلوب حياة بين من يريد إعطاء الحق لصاحب الحق من نساء، أطفال، مشردين، كبار السن، ذوي إحتياجات خاصة ومثليين وبين من يرفض أن يرشح إمرأة على لوائحه بتكليف شرعي ويرفض إقرار قانون منع زواج القاصرات ويمنع كذلك إقرار الزواج المدني في لبنان.

إن المسألة هي مسألة أخلاق بين من يريد إحتضان نازح هرب من بطش جلاده وبراميله المتفجرة وبين من يريد إعادته قسراً لوضعه تحت المقصلة أو بأحسن الأحوال الرضوخ للذلَ والإستعباد.

إن المسألة هي مسألة بناء دولة ومؤسسات قوية بين من يريد أن تكون الدولة حديقته الخلفية في الصفقات والرئاسات والبواخر وبين من يريد أن تكون الدولة لجميع مواطنيها تعطي دون منة من أحد ودون تمييز بين إبن عكار وإبن الجنوب أو بين غني أو فقير او بين مسلم ومسيحي.

إن المسألة هي مسألة سيادة بين من يريد لبنان منصة صواريخ وساحة لتبادل الرسائل الدموية وبين من يريد لبنان ساحة محصّنة تعلي المصلحة الوطنية وتعطي الإمرة لحكومته وجيشه.

المسألة بإختصار هي بين من يشبه وليد جنبلاط ومن لا يشبهه.

فنحن أهل عشق وحب وشغف متى أحببنا أعطينا ومتى قلنا عملنا ومتى نوينا فعلنا، لذلك سنتوجه في السادس من أيار إلى صناديق الإقتراع بلا أي تردد أو إنتظار ونعطي أصواتنا لوليد جنبلاط على العلن ودون أي ستار ونفترع بالتفضيلي لمرشحي المصالحة في كل المناطق وفوق كل إعتبار، لنحتفل سوياً في السابع من أيار بمجدٍ وعزٍ وإفتخار.

وإلى الرفاق والأصدقاء في كل مكان وسط  هذا  الكم من الإستفزاز وسماعكم للأبواق الطائفية القزمة التي تعيش على الدم، نردد خلف المعلم الشهيد قوله “صموداً أيها الناس الذين أحبهم صبراً على الغضب، ضعوا الشمس بين العيون والفولاذ في العصب”.

(الأنباء)