هل “هزة” حماة وحلب تُبدل قواعد اللعبة

د. صلاح ابو الحسن

مع كل إنشغال اللبنانيين بالإنتخابات النيابية ومع “التصعيد” الكلامي لدرجة يبدو وكأنه تعدّى كل “الخطوط الحمر”. لا شك ان هذا القانون الإنتخابي “اللعين” ساهم الى حدّ كبير في رفع منسوب التطرف الطائفي حيث اعتمد البعض اعلى درجات البذاءة والسفالة والحقارة و”الغلاظة” طالما تؤمن له نائبا اضافيا. فالغاية الدنيئة تبرر الوسيلة الرخيصة، وعندما نسمع بعض الخطابات الخاوية الني يُفترض ان تكون قد انقرضت مع نهاية الحرب، يُخيّل لنا ان “الحرب الأهلية” باتت تدق ابوابنا. وربما لذلك لا يعني هؤلاء خطاب “المصالحة. نبش القبور اربح لهم.

لكن ما يُبرّد الأعصاب اننا نرى ان كل هذا “العنف” و”الصخب” يبدو “متفقا” او “متوافقا” عليه على قاعدة ان “الضرورات تبرر المحظورات”.السؤال اي نوع من النواب تنتجه البذاءات؟؟

كان كمال جنبلاط يقول: “التعصب الطائفي والعنصري هو الذي يرفض التغيير”، و”ما من شعب انحطّ إلاّ عندما درج على مسلك الأنانية”. والخشية ان يعتاد اللبناني على هذا الإنحطاط.

ولكن سنبقى ندفن موتانا وننهض، وسنبقى ندفن الأحقاد القديمة التي أخمدها رجلان كبيران هما البطريرك صفير ووليد جنبلاط. ويفجرها اليوم ولد أرعن وغبيّ وجاهل للتاريخ.

جنازة اللبنانيين الحامية، لا يلغي نذور الحرب القادمة على المنطقة وكأنهم يؤجلونها الى ما بعد انتخابات 6 ايار.

فهل القصف الصاروخي الذي حصل فجر الإثنين الماضي في حماة وحلب والذي وصفه المركز “الأورو – متوسطي بزلرال بقوة 2،6 درجات على مقياس ريختر، فهل هذه “الهزّة” ستبدل قواعد اللعبة في سوريا”.. خاصة ان ايران تحدثت عن 16 قتيلا فيما اكدت وكالة “إيسنا” الإيرانية أن هناك 40 قتيلاً بينهم 18 عسكرياً إيرانياً.

الغريب حتى الآن ان اسرائيل لم تؤكد أو تنفي الضربة كعادتها، والأميركي لم يعلق والروسي لم يتطرق الى هذا الزلزال، فيما النظام لم يشعر بارتداداته الا في وقت متأخر، فهو يغطّ في نوم عميق ويتكل على الروسي والإيراني.

والغريب ايضا ان الجيوش الجرارة الروسية والإيرانية والتركية المقيمة في سوريا، لم تتصدّى لهذه الضربة الصاروخية ولم ترصد اجهزتها المتطورة “جدا” أية حركة لها. فيما وزارة الدفاع الروسية صرحت قبل ايام، انها زودت الجيش السوري بأسلحة متطورة وحديثة. ولا زلنا نتذكر قول احد “جهابذة” السياسة كيف ان جنديا سوريا اسقط صاروخا ببندقية صيد..

قبل الجيش السوري اين “حميميم” والحرس الثوري الإيراني وملحقاته و”قسد”؟؟ وماذا يفعلون في سوريا إذا كانوا عاجزين كلهم عن صدّ “العدوان” ولكن كيف سيركن النظام الأسدي الى الإستمرار في حمايته بعد اليوم، إلا اذا كان هناك تواطؤا أو “قطبة مخفية”!؟.. “الكبار” يعرضون “الصغار” في سوق النخاسة اذا اقتضت مصالحهم..

وربما هناك احتمال، كي لا نظلم هذه “الجيوش الجرارة” فقد تكون هذه العملية “الزلزال” هي من صنع كائنات الفضاء ونفذتها “الصحون الطائرة”!!.. وهي اكبر من ان تلتقطها “اجهزة الجبابرة”.

وهناك احتمال آخر، ان يكون هناك صراع اجنحة في ايران جناح قائد الحرس الثوري قاسم سليماني بعد تزايد الحديث عن عزله وجناح حزب الله الذي يٌحكى الكثير عن سحب قواته من سوريا، فدخل على الخط طابور خامس ايراني ووجه هذه الضربة الصاروخية على أهداف في حماة وحلب حيث التواجد الإيراني الأكبر؟!

لكن، من يتابع التصريحات الإسرائيلية في الأيام القليلة الماضية، وآخرها مصادقة “الكنيست” على مشروع قرار يخول رئيس الحكومة ووزير الحرب الإسرائيلي اتخاذ قرار بمفردهما بشن حرب دون الرجوع الى وزراء الحكومة الاسرائىلية، اضافة الى القيام بعملية عسكرية قد تؤدي في النهاية الى اندلاع حرب، وهذا كله يؤشر الى وجود بصمات اسرائيلية في هذه العملية.

واذا اضفنا الى ذلك تهديد ليبرمان بأن اسرائيل لن تسمح لايران باقامة مواقع وقواعد في سوريا تنطلق منها صواريخ،فإن كل هذا يشير الى ان ضرب مقر اللواء 47 في حماة ومطار النيرب في حلب حيث تتمركز فيهما قوات ايرانية، له دلالات كبيرة نظراً لاشتباه اسرائيل بوجود مصانع تنتج صواريخ باليستية.. وهذا كاف لأن يكون هدفا اسرائيليا، وطبيعة الأهداف ترجح بل تؤكد أن تكون الضربة إسرائيلية..

لكن، كان يجب ان لا تكون هذ الضربة مفاجئة للروس والإيرانيين خاصة ان ليبرمان توّعد بتدمير كل مكان تتموضع فيه إيران عسكريا مهما كان الثمن. فهل هناك توافق روسي – اميركي – اوروبي على الضربة الإسرائيلية لمواقع ايرانية في سوريا ولذلك أطفأوا راداراتهم؟!

واخيرا، بعد هزيمة المعارضة هل بدأت هزيمة النظام وحلفائه الإيرانيين؟!

وهل تبدلت قواعد اللعبة في سوريا؟!

اقرأ أيضاً بقلم د. صلاح ابو الحسن

“الدروز” الى أين؟؟!!

الى رفاقنا وأهلنا وأصدقائنا في المتن الأعلى “تجربتكم مع هادي سبقت نيابته”

ترامب ومصير الإنتخابات

الناخب بين “الحاصل” و”المحصول”

قانون الإنتخاب “الإلغائي” و”شفافية” التزوير..

لا تصدّقوا وعود الإنتخابات

لا تستخفوا بالمعترضين

بعد الغوطة.. الإرهاب أرحم

ولماذا الإنتخابات؟!

انقلب باسيل على تفاهم مار مخايل.. وقضي الأمر!!

هكذا صهر يُعفي العهد من الأعداء

مصائر الديكتاتوريات متشابهة!

بين نداء الحريري ونداء “صاحب الزمان”!!

ما أحوجنا اليك

وأخيرا… “طفح الكيل”!

“كأنه حُكم على اللبنانيين أن يحكمهم دائما الجهال”..

رسالتي الى الرفيق تيمور

إنتصار “الأوهام” الكاذبة!

صنّاع الإرهاب هم صنّاع تقسيم سوريا!

حقيقة تؤلمك خير من كذبة ترضيك