عليكم أخذ العبر من سقوط العهود
منير بركات
30 أبريل 2018
عندما انتخب كمال جنبلاط لأول مرة نائبا عن منطقة جبل لبنان في أول برلمان لبناني بعد الاستقلال. عين وزيراً للأقتصاد والزراعة في حكومة الإستقلال الثانية في عام ١٩٤٦، ثم انتخب نائباً للمرة الثانية عن منطقة جبل لبنان في انتخابات ١٩٤٧ التي تعرف عند اللبنانيين بالإنتخابات المزورة. وقد استقال كمال جنبلاط من الحكومة احتجاجا على ذلك التزوير. وأسس مع حميد فرنجية وعبد الحميد كرامي وكميل شمعون وزعماء آخرين “كتلة التحرر الوطني” التي قادت حركة معارضة ضد حكم رئيس الجمهورية الشيخ بشارة الخوري التي ساد فيها الفساد والإفساد . وشارك في عام ١٩٥١ في تأسيس الجبهة الأشتراكية الوطنية التي تمكنت من اسقاط بشارة الخوري في عام ١٩٥٢. انتقلت الرئاسة الى كميل شمعون الذي كان احد اقطاب جبهة المعارضة. وما أن استتب الأمر للرئيس شمعون في الحكم حتى تخلى عن حلفائه القدامى وفي مقدمتهم كمال جنبلاط .
وبعد أن اتخذ الرئيس شمعون خيارات ارتبطت بحلف بغداد ومشروع “أيرنهاور” ومحاولته تجديد ولايته تم اسقاطه بأحداث دموية والتي ادت إلى وصول الرنيس فؤاد شهاب الى الحكم وهو الذي تميز ببناء المؤسسات وبسلوك شخصي اخلاقي. لكن حكمه تشوه من خلال اجهزة المكتب الثاني الذي مارس القمع وصادر الحريات، بالإضافة لممارسة الفساد من قبل المحيطين به من خلال صفقات الأسلحة وغيرها.
على كل حكم أن يأخذ العبر من ذلك واعتقد بأن القوى المعارضة الحالية لا تقل اهمية في حال توحدها عن تلك التي اسقطت الرئيسين بشارة الخوري وكميل شمعون بالرغم من تميز الرئيس عون بكتلة جماهيرية هي الأقوى بتاريخ الرئاسات اللبنانية وبالرغم من المتغيرات في الظروف والتوازنات التي من الممكن ان لا تكون لصالح العهد في المستقبل وسوف يحدد مصير ومسار العهد الإستحقاق الانتخابي ونتائجه.
(الأنباء)