عندما يرتقي التقدميون الإشتراكيون الى مستوى المرحلة

وسام القاضي

مع إقرار قانون الإنتخاب الحالي كان الجو العام غير مبال بإجراء الإنتخابات، وكان الكثيرون ينتقدون الحالة السياسية العامة في البلد، ويحملون القوى السياسية ما آلت إليه الأوضاع الإقتصادية والمعيشية التي ضاعفت الأزمة في البلاد، ومثلهم مثل باقي المواطنين كان لمعظم الرفاق في الحزب ملاحظاتهم وإعتراضاتهم وإنتقاداتهم، حتى أن البعض منهم جاهر بعدم التصويت وإلتزام منزله في المعركة الإنتخابية.

ومع إقتراب الإستحقاق الإنتخابي وبدء العدّ العكسي ليوم الإنتخاب تغيرت الصورة كليا، وفي ظل الهجمة المنظمة على رئيس الحزب ومحاولة إضعاف الموقع السياسي لدار المختارة، إرتقى الرفاق إلى أعلى درجات مناقبيتهم الحزبية وتخلوا عن القشور من أجل جوهر القضية، قضية الوجود والكيان، قضية الإخلاص والوفاء لمن حمل الراية ودافع عن إرث مؤسس الحركة الوطنية اللبنانية، عن إرث رافع لواء القضية الفلسطينية، عن إرث مطلق فكر الإشتراكية الإنسانية، عن إرث المعلم الشهيد كمال جنبلاط ألا وهو رئيس الحزب وليد جنبلاط.

وتجلى الواقع الصحيح على أن المسؤولية تقع على القوى السياسية التي تتحكم بمسار الحكم في البلاد، تلك القوى التي جعلها النظام اللبتاني في موقع مقرر بينما القوى الأخرى ومنها الحزب التقدمي الإشتراكي محاصرا بالتمثيل الطائفي الضيق وليس بالتمثيل الوطني. وعليه تبين مدى الحصار الذي يفرض شيئا فشيئا على موقع ودور هذا الحزب، فإختلفت رؤية الرفاق وجماهير الحزب للصورة الواقعية في البلاد.

نعم إنه الوفاء والإخلاص فمن يشرب من البئر ينظفه ولا يرمي فيه حجر، من ضحى بمستقبله وبدمائه وبممتلكاته للذود عن الأرض والعرض لا يغدر بالمسيرة النضالية. وهذا إن دل على شيء فهو أن ملاحظات وإنتقادات الرفاق بمعظمها تدخل في نطاق النقد البناء لتصويب العمل، أما إن حاول البعض التعرض لخط ونهج الحزب فسيجد رزمة متحدّة متراصة تتصدى له. هذا هو الحزب التقدمي الإشتراكي، الحزب الذي لم تقو قوى الوصاية على تقسيمه وتجزئته كما فعلت ببقية الأحزاب اللبنانية. إن الحزب الذي لم يبع مواقفه لأية دولة خارجبة، إنه الحزب الذي رفع راية النضال من أجل القضية الفلسطينية، إنه الحزب الذي وقف ويقف إلى جانب العمال والفلاحين والطبقات الفقيرة، إنه الحزب الذي لا يتنكر لتاريخ شهدائه، إنه الحزب الذي ما زال يعبر الوطن فوق المذاهب والطوائف.

وها هو تيمور جنبلاط يعبر المدخل السياسي من بابه العريض، الباب الذي صممه المعلم الشهيد وصانه وليد جنبلاط، إنه باب النضال الوطني في سبيل القضية الفلسطينية، إنه باب العمل المشترك المتجذر في مبادىء الحركة الوطنية اللبنانية، إنه باب بني معروف الذين كتبوا تاريخ لبنان المشرف في جباله الشامخة وحافظوا على وحدة لبنان وعروبته وعيشه المشترك. وها هي الجماهير تلتف حول الرفيق تيمور في جولاته المناطقية، وكأنه المتجذر في هذه المسيرة إنطلاقا من كونه حامل الراية ومعلنا الحفاظ عليها والسير تحت مبادئها.

إنهم الأوفياء في الحزب وجماهيره، إنهم التقدميون الإشتراكيون إلتفوا حول الرفيق تيمور متحدين متراصين للتصدي في وجه حاملي الأحقاد في نفوسهم، حفاري القبور، المنغلقين في ذكريات تاريخهم الأسود، موقدي الفتن. وكما كان تاريخ هذا الحزب سيستمر مع القيادة التاريخية السياسية لدار المختارة، وهي ليست بالدار الإقطاعية كما هي الحال في مناطق أخرى، إنها الدار المفتوحة على مصراعيها لكل طالب مساعدة، ولكل مناضل ولكل وطني شريف لبنانيا كان أم عربيا، إنها الدار التي رفعت رأس بني معروف ورأس العمل الوطني في لبنان وبها يفتخر التقدميون الإشتراكيون، حزبيون كانوا أم جماهير للحزب.

*رئيس جمعية كمال جنبلاط الفكرية

اقرأ أيضاً بقلم وسام القاضي

كتاب مفتوح إلى السيد حسن نصرالله

ويبقى المقدم شريفاً في ذكراه السنوية

المرحلة الجديدة تتطلب تغييراً جذرياً بأسلوب العمل

ما بين التوريث السياسي والوراثة الإقطاعية

زهرة على ضريح المعلم

قوة لبنان في حياده!

تقاطع المصالح والحسابات الخاصة

عودة الثنائيات وشد العصب!

الرقص على حافة الهاوية 

يوم الوفاء

وطن على شفير الهاوية

الجمعية العامة للحزب في ظل ما يحيط بالمنطقة من أجواء ملتهبة

الدور الوطني للحزب التقدمي الإشتراكي

التمثيل الصحيح بالعدل في حقوق المواطنين

النسبية قناع للنفوذ المذهبي المتشدد

تقسيم السلطة أخطر من تقسيم الوطن

أزمة النظام اللبناني بعد رفض المثالثة!

الإستقلال المكبَل بالإرتهان!

ذكرى ثورة فكرية في عصر التخلف والإنحدار

ماذا عن اليوم التالي للإنتخابات؟