13 عاماً على الإنسحاب السوري… أتذكرون أي دور لعبه وليد جنبلاط؟

بعد إنقضاء 13 سنة على إنسحاب الجيش السوري من لبنان في السادس والعشرين من نيسان 2005 والذي أتى بقرار دولي إثر الزلزال الكبير بعد جريمة إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري التي هزّت العالم بأسره وأدت انتفاضة الشعب اللبناني الى خروج الجيش السوري من لبنان.

فاللبنانيون ما زالوا يستذكرون بكثير من الفخر والإعتزاز ثورة الارز في تلك المرحلة المفصلية من تاريخهم، والتي كان لوجود رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط على رأسها نكهة خاصة لا بل كان سببا اساسيا في نجاحها بعدما تحوّل الى رأس حربة فيها، ومرة جديدة كان له الفضل الكبير بترسيخ هوية لبنان العربية بعدما سبق وكرّسها منذ هزيمة المشروع الإسرائيلي وإسقاط إتفاق السابع عشر من ايار في العام 1983 الى جانب حليفه الرئيس نبيه بري ومعهم كل المقاومين الشرفاء الذين بتضحياتهم واستبسالهم أعادوا فتح طريق بيروت – دمشق، وطريق بيروت – الجنوب أمام جحافل المقاومة الوطنية التي حررت الجنوب من العدو المحتل.

فوليد جنبلاط الذي لعب الى جانب الرئيس الشهيد رفيق الحريري دوراً محورياً في عودة المهجرين وإعادة إعمار الجبل وإرساء المصالحات بين أبنائه. كرّس مع البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير مفهوم الشراكة الحقة بين اهالي الجبل المقيمين والعائدين بلقاء المصالحة الشهير في المختارة في الثاني من آب 2001، ما جعله رأس حربة في المطالبة بحرية وإستقلال لبنان، فجاءت مطالبته بإعادة تموضع القوات السورية متناغمة مع نداء مجلس المطارنة الموارنة ولقاء قرنة شهوان.

وبعد الجريمة النكراء وإغتيال الرئيس الحريري إنتفض وليد جنبلاط وانتفض معه لبنان من أقصاه الى أقصاه بعنفوان كبير، وعاش اللبنانيون المتعطشون للحرية في تلك الفترة أياماً مجيدة لا تمحى من الذاكرة. فمن لقاءات البريستول الشهيرة الى التشييع التاريخي للرئيس الشهيد، الى تظاهرة الشموع وإستقالة حكومة الرئيس عمر كرامي، الى المسيرات والإعتصامات في ساحة الحرية، الى التظاهرة المليونية في الرابع عشر من آذار، الى الإنسحاب السوري من لبنان وتوالي الإنتصارات وما تحقق من نجاحات في الإنتخابات النيابية في العام 2005.

كل ذلك لم يحجب عن وليد جنبلاط خوفه على لبنان وعلى مستقبل هذا البلد،  من هنا كان قراره الشهير في الثاني من آب 2009 بإعادة التموضع في الوسطية لوضع حد  للخلاف العمودي الذي نشأ بين فريقي 8و14 آذار وكاد لولا حكمة منه أن يشعل حرب أهلية جديدة والحاق لبنان بركب مصير ما سمي الربيع العربي. واستكمل جنبلاط هذا النهج وصولا الى قراره بإنتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية  لوضع حد لمسألة الشغور في الرئاسة الأولى والذي استمر أربع سنوات.

اليوم وبعد 13 سنة على خروج الجيش السوري من لبنان لم يتغير من قواعد اللعبة شيئاً، وعشية الإنتخابات النيابية، وبعد كل هذه المحطات المشرفة التي ميزّت النائب جنبلاط عن غيره من القوى السياسية، ما زالت محاولات تطويقه ومحاصرته سياسياً بهدف إضعافه مستمرة، في ظل جهود حثيثة لتقليص دوره السياسي من خلال تحالفات غريبة عجيبة، الا ان وليد جنبلاط  سيبقى أكبر من كل هذه المحاولات ورغم كل الضجيج والصخب من حوله يواجه بكل صلابة وشجاعة ولكن بكل الهدوء لانه مقتنع بأن البلد واستقراره اولاً.

الأنباء – صبحي الدبيسي