مناصرو “التيار” ممتعضون من رئاسته… والسبب؟

يبدي الكثير من مناصري التيار الوطني الحرّ والمنتسبين إليه، امتعاضهم من حال التحالفات التي أبرمتها رئاسة التيار، والتي تحمل الكثير من التناقضات. قد تكون الغاية تببر الوسيلة وفق القانون الإنتخابي الجديد، وهذه يمكن تخطّيها، لكن ما لا يمكن بلعه بالنسبة إلى العونيين هو اللجوء إلى ترشيح شخصيات لها تاريخها في التيار، أو لها رمزيتها النضالية. التحالف هو لأصحاب رؤوس الأموال، والحيثيات الشعبية التي تبتعد في خياراتها عن التيار.

أكثر ما يستاء منه العونيون، هو أن القانون سيدفع المرشحين على اللائحة الواحدة التنافس فيما بينهم للحصول على الأصوات التفضيلية. وهنا سيكون الحزبيون الحلقة الأضعف أمام المتمولين الكبار، وبالتالي نجاح هؤلاء الحلفاء، لا يعتبره المعترضون نجاحاً للتيار، بل لتحالفاته.

ولا شك أن القانون كرّس المنافسة بين أعضاء اللائحة الواحدة. هذه المنافسات الحادة، تصيب التيار الوطني الحر. في صيدا- جزين، هناك منافسة حامية بين النائبين أمل أبو زيد وزياد أسود، للحصول على الصوت التفضيلي، باعتبار أن أصوات المؤيدين للتيار الوطني ستنقسم بينهما. وهناك حالة حرب صامتة بين الرجلين. وأبرز تجليات معارك الحلفاء على الصوت التفضيلي تتجلى في دائرة المتن. فمع تحديد الحواصل الانتخابية لكل اللوائح في دائرة المتن واقتصار المفاجآت على الكسور التي من المتوقع أن تتحكم بمقعد واحد، تدور صراعات خفيّة داخل اللوائح، ولاسيما لائحة التيار الوطني الحر وحلفائه، للحصول على الصوت التفضيلي سعياً للعبور الآمن إلى مجلس النواب. صحيح أن التيار تمكن من تعزيز أوراقه بضم المرشح سركيس سركيس إلى لائحته، ولكنه خلق عقبات في المقابل، لا تبدأ بإزاحة النائب نبيل نقولا ولا تنتهي بالمنافسة على المركز الماروني الأول ضمن اللائحة. داخل لائحة التيار صراع على زعامة المتن بين النائب إبراهيم كنعان والوزير السابق الياس بو صعب.

تتركز داخل لائحة التيار في شأن كيفية توزيع الصوت التفضيلي وأي معايير سيتم اعتمادها. هذه إحدى العقبات الأساسية التي يواجهها التيار. يحسم التيار، وفق تقديراته، فوز أربعة مرشحين، من أصل ثمانية. فإذا ما استطاعت القوات توفير الحاصل وفوز المرشح الماروني ادي أبي اللمع، فحينها سيكون الفوز من نصيب المرشح الكاثوليكي ادي المعلوف. بالإضافة إلى فوز ابراهيم كنعان، الياس بو صعب، وسامي الجميل. فوز القوات بأحد المقاعد يعني تهديد مرشّح ماروني على لائحة التيار. كذلك بالنسبة إلى زحلة، ففوز ميشال ضاهر أو أسعد نكد سيكون على حساب سليم عون، في الشوف هناك تنافس بين ماريو عون وفريد البستاني.

ربيع سرجون – “الانباء”