بعد “سيدر”… لبنان يتحضر لمؤتمر بروكسل

ساعات تفصل لبنان عن مؤتمر بروكسل الذي ينعقد في العاصمة البلجيكية الأربعاء غداة مؤتمر “سيدر” الذي نجح لبنان من خلاله في “استجلاب” هباتٍ محدودة وقروض ميسّرة كثيرة.

هو مؤتمر “النازحين السوريين” في اختصار. إلى هناك يتّجه الوفد اللبناني وفي جعبته هاجسٌ يتيم ينقسم إلى شقّين: لا لتوطين النازحين، وهو ما سيصرّ رئيس الحكومة الذي يترأس الوفد على طرحه بندًا أوّل في الورقة التي أعدّها لبنان لهذا المؤتمر (بالتعاون والتنسيق مع الاتحاد الأوروبي) على ما علمت “الأنباء”، خصوصًا في ظلّ تشكيك كثيرين في “مجانيّة” المساعدات التي تقدّمها الدول للبنان وتحديدًا في مؤتمر “سيدر”. أما الشقّ الثاني فيتجلى في الجانب الاقتصادي حيث سيسعى لبنان إلى استقطاب مزيدٍ من المساعدات لإعالته في ملفّ بات يشكّل عبئًا صريحًا عليه وسط شلل اقتصادي مضنٍ. أكثر من مليون نازح مسجلين في مفوضيّة اللاجئين سيحضرون على طاولة بروكسل، ومعهم أكثر من 18 مليار دولار كتكلفة للنزوح على لبنان.

وينظر لبنان الرسمي إلى مؤتمر بروكسل على أنه ورقة خلاص أخيرة في هذا الملفّ تحديدًا، والذي يأتي بالتزامن مع رسم “مخططات” عودة إلى مناطق آمنة على ما علمت “الأنباء”، يقود لواءها مدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم وتجلت طلائعها في عودة ما يلامس 500 نازح منذ أقلّ من أسبوع.

ويحضر مؤتمر دعم الدول المضيفة للنازحين السوريين وفدٌ وزاري يضمّ وزراء التربية والتعليم العالي مروان حماده، الشؤون الاجتماعية بيار بو عاصي والدولة لشؤون النازحين معين المرعبي والمدير العام لوزارة التربية فادي يرق، على أن يصل الرئيس الحريري إلى بروكسل بعد ساعات. وتعتبر مصادر مواكبة في عداد الوفد عبر “الأنباء” أنّ “لبنان يحمل إلى هذا المؤتمر رسالتين واضحتين: أولاهما رفض أي مظهر من مظاهر التوطين، بمعنى آخر رفض أي مساعدة مشروطة بإبقاء النازحين في لبنان إلى أجل غير مسمّى. وثانيهما، نقل صورة صريحة وواضحة وأخيرة عن الأعباء التي تكسر ظهر لبنان وضرورة إعانته ليستمر في إعالة النازحين لأنّ هذا الملف من مسؤولية الأمم المتحدة لا المجتمعات المضيفة فحسب”. كما سيتمّ التركيز على التضخّم التربوي الذي تعانيه المدارس اللبنانية لا سيما على مستوى استحداث صفوف خاصة للأطفال النازحين بمناهج سورية، وهو ما يحتاج إلى مزيد من الدعم مع ارتفاع أعداد المسجلين في هذه الصفوف، واستقدام أساتذة متعاقدين خصّيصًا لهم.

إلى حين تكريس الوفد الرسمي غايته ومفادها عودة اللاجئين، يعوّل اللبنانيون حكومة وشعبًا، على مؤتمر الدعم الذي يسبق حراكًا غربيًّا تجاه لبنان يتجلّى في زيارة وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لودريان الى لبنان بعد الانتخابات النيابية، عسى ألا يكون محطة دوليّة جديدة يخرج منها لبنان بوعودٍ سرعان ما تتهاوى أمام أول استحقاق.

رامي قطار- “الأنباء”