بعد آلام سنوات… هذه حكاية تالا مع “عمو وائل”

عارف مغامس – الانباء
تختصر تالا علي عقل ابنة الثماني سنوات رحلة المعاناة والألم بابتسامة حملتها على جناحي فراشة لم يثنها المرض عن اختراق صفوف المحتشدين أمام منزل ذويها الصابرين القانعين في لبايا لاستقبال وزير الصحة السابق النائب وائل أبو فاعور، وهو يعرف تالا وجلجلة آلامها، فآلمه أن تبقى مخنوقة الصوت مكسورة الجناحين، وهي التي حملت عذاباتها وتحملت أوجاعها منذ نعومة اظفارها، فحمل قضيتها وبلسم جراحها واخرجها من عتمة العجز إلى ضوء الحركة.
تالا التي أورثها القدر صعوبة في النطق والتهابا مزمنا في الرئتين واثقلها بسمنة زائدة وهي التي تحلم بأن تكون فراشة الحقول، نطقت اول حروف هجائها “عمو وائل” ببراءة صوتها النقي الشجي الذي لا يأبه لتفضيلي جائر أو نسبي مبتور أو لحسابات مذهبية تجاوزها أبو فاعور في قاموس عمله الانساني الذي ارخى ظلاله على تلك العائلة فانقلبت حال الأسرة من أسر فراش ومنزل إلى فضاء حرية وانطلاق عبرت عنه تالا خفة ودهشة حين أثلج قلبها الطري وعينيها النديتين مرأى أبو فاعور قاصدا تالا واهلها بزيارة، ترجمتها عناقا واحتضانا وزينها الاهل دعاءا وعرفانا لعمل نبيل فاستقبلوه بالزغاريد ونثر الورود والأرز.
تالا التي ظلمها الحظ واحبط اهلها تقاعس الدولة في احتضانها طفلة، شاء القدر أن يمسك بيدها وزير استثنائي بحسب والدها علي الذي قدر اهتمام ومتابعة أبو فاعور وتبنيه علاج تالا في اوتيل ديو وهو الذي خفف آلامها وتبنى تسجيلها مجانا في مركز حرمون للتأهيل والرعاية في راشيا، إضافة إلى نفقات العلاج والأدوية التي كبدتنا الكثير، وإذ تصف العائلة النائب أبو فاعور بوزير الإنسانية والمحبة، تمسك الوالدة دمعتها حين امسكت تالا بمعصم وزيرها المفضل، وكأنها تمسك بالحياة وبفرح الطفولة المعذبة، فيغادر أبو فاعور المنزل ولا تغادر عيناه ملامح تالا وهي تودعه بانتصار على الوجع .

“الانباء”