إحياء الذكرى الثانية لرحيل الشاعر انور سلمان باحتفال حاشد

احتضنت بيروت احتفالا كبيرا في الذكرى الثانية لرحيل الشاعر أنور سلمان، أُطلقت خلاله نشاطات “مؤسسة أنور سلمان الثقافية”، وأُعلن عن “جائزة أنور سلمان للإبداع”. وحضر الاحتفال عدد كبير من الشعراء والأدباء والمؤلفين الموسيقيين والأكاديميين والمفكرين وأهل الثقافة والإعلام وعائلة وأصدقاء الشاعر سلمان. وتحدث في الاحتفال كل من الشاعر الفلسطيني نزار السرطاوي والموسيقي المهندس نشأت سلمان نجل الشاعر الراحل أنور سلمان والأديب والوزير الأسبق إدمون رزق. ومن بين الذين شاركوا في الاحتفال الشعراء غسان مطر، شوقي بزيع، هنري زغيب، جورج شكور، طارق ناصر الدين،  بالإضافة الى عمداء جامعات وإعلاميين ورئيسة اللجنة الوطنية للأونيسكو الدكتورة زهيدة درويش، الدكتور ناصر زيدان، مفوض الثقافة في الحزب التقدمي الاشتراكي فوزي ابو ذياب، امين عام اتحاد الكتاب اللبنانيين ونائب أمين عام اتحاد الكتاب العرب الدكتور وجيه فانوس، المهندس شادي مسعد ورئيسة ديوان أهل القلم الدكتورة سلوى الأمين ورئيسة مجلس الفكر الدكتورة كلوديا ابي نادر، رئيس الحركة الثقافية في لبنان بلال شرارة والفنانون إحسان المنذر، جمال ابو الحسن، نعمة بدوي، سمية بعلبكي، جهاد الاطرش، السفير الدكتور عاصم جابر الشاعرة والرسامة باسمة بطولي والدكتور جمال فياض وغيرهم من الشخصيات.

 

وأدارت الحفل الإعلامية سناء ضو، التي قالت أن أنور سلمان “مثّلَ تناغم جزأين او كلّيَّين عقلٍ وقلب خلقتا هالةً من وعي، وفي ذكرى غيابه الثانية انبلجت مؤسسة بجهودٍ مباركة من عائلة وأصدقاء الشاعر والشعر وأهل الابداع ايماناً من المؤسسين بمأسسة العمل الثقافي في لبنان وإخراجه من التبعيّة السياسية والظرفية ومن حالة الحماس الظرفي او الموسمي الى حالة من الاستمرارية”. كما تم إطلاق الاعمال الشعرية الكاملة لـ أنور سلمان عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، والذي قدّم له الدكتور وجيه فانوس مع دراسة نقدية للدكتور منيف موسى وتمهيد للدكتور ياسين الأيوبي انتهاءً بقصيدة رثاء بعنوان ” شُبِّهتَ للموت جسماً” من الشاعر شوقي بزيع الى الشاعر انور سلمان.

 

كما وُزّع خلال الاحتفال ولأول مرة منذ صدوره، كتاب Anwar Salman – The Blue Expance (ترجمة الشاعر الفلسطيني نزار السرطاوي) وكتاب الأعمال الشعرية لـ أنور سلمان، وعُرضت مقتطفات من مجموعة أفلام قصيرة تضمّنت شهادات لعدد من الشعراء والمفكرين والسياسيين بالشاعر الراحل أنور سلمان إضافة إلى أبيات من الشعر مسجّلة بصوته.

وتأتي جائزة أنور سلمان للإبداع لتنضمّ الى مثيلاتها من الجوائز الفكرية والثقافية في العالم العربي، كالتي أطلقتها مؤسسة العويس والبابطين والفكر العربي ومحمود درويش. وتتحلّى مؤسسة أنور سلمان التي تمّ إطلاقها خلال الاحتفال بالشفافية والمعايير الرفيعة خصوصاً فيما يتعلّق باللجنة التحكيميّة التي ستتكوَّن من كبار الشعراء والنقاد من لبنان والعالم العربي.

 

وقال الشاعر الفلسطيني نزار السرطاوي أن كتاب The Blue Expanse يقع في 190 صفحة من القطع المتوسط يحتوي على 70 قصيدة من الشاعر. وأضاف: “ارتأيت أن تتوزع القصائد بين العامودية، وقصائد التفعيلة، والنصوص النثرية، التي تتلامس أو تتقاطع مع قصيدة النثر. وقد اخترتها من الدواوين الأربعة للشاعر، التي صدرت جميعها في حياته، وهي: إليها (1959)، مختارات ملونة لزمن بلا أعياد (1995)، أبحث في عينيك عن وطن (2004) والقصيدة امرأة مستحيلة (2008). كذلك اخترت من كتاب مرايا لأحلام هاربة والذي جُمعت فيه نصوصه النثرية”. أما الموسيقي نشأت سلمان، فقال: “في زمن الغازات السامة التي تقتلُ الأطفال، زمنِ الصواريخ التي لا أفق في يدها والتي لن تُغرقَنا في الرؤى كما قال أنور سلمان في قصيدته بل تُغرق حاضرَنا في الفوضى غير الخلّاقة والتي لن تحملَ إلينا أيَّ شيء من الخلق والإبداع، في هذا الزمن الأخرس نجتمع اليوم لنمارس ما قد يعتبره البعض ضرباً من الجنون وهو إطلاق مؤسسة ثقافية”. وإختُتم الحفل بكلمة الوزير الأسبق والشاعر إدموند رزق، الذي ارتجل كلمة مليئة بالعاطفة والتأثر، وقال متوجها للحضور أنتم من تمثلون اليوم رجاء هذا الوطن، والكلمة النقية والشعر والكتابة، وهذا هو لبنان. وقال إن لبنان ليس التسابق على السلطة والمهاترات والتجريح، بل لبنان هو الكلمة والقامات والعطاءات وهو الفكر”.