زياد الرحباني وكارلا بروني مفاجآت بيت الدين 2018

منذ انطلاقتها كانت مهرجانات بيت الدين الصوت الثقافي الصارخ بوجه الحرب والدمار، لفحة الأمل في عتمة الليل، فبعيدا عن ضجيج المعارك والحروب والصواريخ، أعلنت رئيسة مهرجانات بيت الدين السيدة نورا جنبلاط بحضور وزير الثقافة الدكتور غطاس خوري وداليا جنبلاط كريمة النائب وليد جنبلاط واعضاء لجنة المهرجانات، في مؤتمر صحافي في أنتورك في بيروت برنامج مهرجانات بيت الدين الدولية لصيف العام 2018، والذي يمتد قرابة الشهر من 12 تموز ولغاية 11 آب، ويتضمن مفاجأتين رائعتين ومهمتين، إضافة إلى برنامج مغري لمن يحبون الغناء العربي والغربي، والسيرك والرقص.

مفاجأت بيت الدين الأولى هذا العام عودة الفنان زياد الرحباني الى جمهوره في حفلتين في 12 و13 تموز، وضمن برنامج خاص أعده لبيت الدين، بعد غياب طويل للرحباني دام أكثر من سنتين، بحيث تشكل عودنه حدثا فنيا وثقافيا مميزا ما لهذا الفنان في رصيد جمهوره من ذكريات إبداعية في الغناء والمسرح والموسيقى يحفظونها عن ظهر قلب.

زياد الرحباني الذي وصفته نورا جنبلاط بأنه “رمز من رموز الفن اللبناني الاصيل وهو يمثل حقبة نضالية من تاريخ لبنان المعاصر”. اعتبرت أن إطلالته في بيت الدين “حدث استثنائي”، وسوف تحمل حفلاته عنواناً اختاره بنفسه “على بيت الدين”، وسيقدم خلالهما أعمالاً من أعماله الغنية التي حفظها جمهوره على مدى 45 عاماً ، إضافة إلى أغنيات جديدة يحضر لها، وأغنيات لم تسجل شهرة، أو لم يتم تسجيلها أصلاً. وكما عادة زياد سيأخذ على عاتقه اختياراته التي يقدمها وترافقه أوركسترا خاصة، تضم موسيقيين لبنانيين وعرباً (مصر وسوريا) وبعض الأجانب (أرمينيا، هولندا،…)، بالإضافة إلى جوقة ترافقه. ويتولى الغناء المنفرد الفنانَان منال سمعان (سوريا) وحازم شاهين (مصر) بشكل أساسي، بمشاركة زياد الرحباني عازفاً على البيانو.

وسبق لزياد أن شارك في مهرجانات بيت الدين برفقة السيدة فيروز في حفلات عدة أحيتها في القصر التاريخي.

أما المفاجأة الثانية هي استضافة الفنانة كارلا بروني، زوجة الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي التي أثارت مهنتها كسيدة أولى في الإليزيه الكثير من الأخذ والرد في فرنسا. بروني ستطبع المهرجان بـ “لمسة فرنسية” وهو عنوان البومها الخامس.

وفي هذا السياق قال وزير الثقافة الدكتور غطاس خوري ان الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي أعرب له خلال عشاء خاص عن حماسته للمجيء الى لبنان بهذه المناسبة.

وستحيي بروني حفلاً واحداً مساء 30  تموز، وهي تغني بالفرنسية والإنجليزية، ولها ألبومات عديدة، وربما أن الفضول وشهرتها التي سبقتها سيدفعان الكثيرين لحجز تذاكرهم لحضورها.

كما سيعود القيصر هذه السنة أيضاً إلى المسرح الذي بات استقباله فيه تقليدياً مع كل موسم، حيث سيكون كاظم الساهر حاضراً هذا السنة ليلتي 27 و28 من تموز.

وللرقص في المهرجان حصة، حيث ستقدم مسرحية “عرس الدم” الشهيرة لأنطونيو غايدس، وهي مستوحاة كما هو معلوم من مسرحية فيديريكو غارسيا لوركا، وذلك ليلتي 19 و20 من تموز.

ولمحبي غناء “الكاباريه”، ليلة ساحرة في 25 تموز، تقدم فيها أوتيه لمبر عرضاً هو عبارة عن مكالمة هاتفية مدتها 3 ساعات بين أوتيه ومارلين ديتريش حدثت عام 1988. فقبل 30 عاماً، وبعد الفوز بجائزة موليير (Moliére Award) عن أدائها في “كاباريه” (Cabaret) في باريس، أرسلت أوتيه بطاقة بريدية لمارلين التي كانت تعيش في الجادة 12 من مونتان منذ العام 1979 معتذرة عن الجلبة الإعلامية التي أحدثتها، وعن مقارنتها بمارلين ديتريش. وكانت أوتيه في بداياتها المهنية بالمقارنة مع مارلين المتألقة عرضاً ومسرحاً. ونسمع مارلين تتحدث عن حياتها وعملها وأسلوبها وعشقها لشعّار مثل “ريلكي” (Rilke)، وعن علاقتها المعقدة مع ألمانيا وعن مآسيها وشغفها. وتخبرنا أوتيه عن قصة مارلين، وتؤدّي أجمل أغانيها، وفصول حياتها منذ “كاباريه برلين” إلى تعاونها مع بورت باكاراه (Burt Bacharach).

أما الحفلات الأخيرة يوم 9 و10 و11 آب، فستكون مع “سيركوبوليس” (Cirkopolis)، حيث نشاهد “سيرك إلويز” (Cirque Éloize) الذي يجمع بين الفنون والمسرح والرقص إلى عالم مدني منمّق بمشاركة 12 بهلوانيّاً متعدد المواهب يؤدّون العرض في تصميم مسرحي مبتكر على وقع موسيقى وعروض فيديو تنقلنا إلى عالم يتحدّى فيه الخيال الحقيقة.

“سيرك إلويز” (Cirque Éloize) قدم عروضاً ترفيهية بارزة منذ 25 عاماً، وأصبح علامة فارقة في الإبداع الفنّي الحركي، متصدّراً عالم السيرك المعاصر.

أما المعرض الفني الذي سيصاحب المهرجان هذه السنة تحية من بيت الدين الى الفنان الكاريكاتير الراحل والموهوب بيار صادق الذي ترك ثروة فنية في النقد السياسي تستحق إعادة الاكتشاف.

فوزي ابو ذياب- “الأنباء”