بري يرد على زيارة الحريري الجنوبية… وهذا ما سيفعله حزب الله بعد الانتخابات

تستعر الحماوة الإنتخابية بين كل الأفرقاء وفي مختلف الدوائر، لكن وفي مقابلها لا يزال التواصل السياسي بين كل الأفرقاء المتنافسة والمتخاصمة قائماً. وهذا يؤسس إلى مرحلة ما بعد الإنتخابات النيابية، حيث ستوضع أوزار المعارك ويتجه اللبنانيون نحو مفاوضات لتشكيل الحكومة ووضع عناوينها ووجهتها السياسية، والإتفاق على توزيع الحصص فيها. من الآن إلى يوم السادس من أيار فإن المعارك السياسية ستستعر تحت سقف مضبوط، في مقابل مساعي من قبل رئيس مجلس النواب نبيه بري وحزب الله إلى إعادة لم شمل حلفائهما في نتائج الإنتخابات.

فبعد هذه المرحلة سيكون الجهاد الأكبر لجمع ما تفرق وإعادة وصل ما انقطع بين الحلفاء، لان العناوين السياسية ستكون طاغية، وهناك مبادرة سيعمل حزب الله على إطلاقها لإعادة المياه إلى مجاريها بين حلفائه، لأن الوضع السياسي المحلي والإقليمي والضغوط الدولية لا تسمح بترف الإفتراق أو الإختلاف.

ولكن في خضمّ المعارك السياسية على الساحة، والتي حصلت في خلالها تجاوزات في بعض المناطق في الأيام الأخيرة، برز تطور جديد على الساحة السياسية تمثّل باللقاء بين بري ووزير العدل سليم جريصاتي، وهذ ما تضعه مصادر متابعة في إطار ردّ من برّي على خطوات الحريري الإستفرادية والتي تجلّت بشكل أساسي في زيارته إلى الجنوب بدون التنسيق معه. استقبل بري وزير العدل المقرب من رئيس الجمهورية ومن رئيس التيار الوطني الحرّ ليوصل رسالة إلى الحريري بأنه قادر على فتح قنوات التواصل وتعزيز وضعية علاقته مع العهد بمعزل عن العلاقة بينه وبين رئيس الحكومة.

وهذه الرسالة القوية أرفدها برّي بموقفه من العفو العام، بحيث اعتبرت الردّ الأساسي والمدوي من قبل رئيس مجلس النواب بتأجيل البت بملف العفو العام إلى ما بعد الإنتخابات النيابية، وكأنه ردّ في الشمال في طرابلس تحديداً على خطوة الحريري الجنوبية، وهي رسالة أساسية أراد برّي رسم من خلالها الخطوط الحمر، التي تجاوزها الحريري أكثر من مرة.

ولا شك أن هذه الخطوة مرفقة بالمسار السياسي للحريري، قد تؤدي إلى إعادة فرز جديد على الساحة السياسية في مرحلة ما بعد الإنتخاب، بحيث الصراع الأساسي سيكون بين فريقين يتنافسان على التقرّب أكثر من رئيس الجمهورية ومن العهد، وذلك لاستقطابه إلى جانب هذا الطرف أو ذاك، وحينها ستكون المعركة الأساسية التي يبدأ فيها شدّ الحبال بين الحريري والثنائي الشيعي، وهذا ما يتلقى الحريري الكثير من النصائح بشأنه، كي لا يجد نفسه وحيداً فيما بعد، خاصة أن بعض حلفائه المقرّبين أخذوا بالإبتعاد عنه أو التعبير عن الإستياء من تصرّفاته.

ربيع سرجون – “الأنباء”