ضربة الأسد وانكسار هيبة اميركا/ بقلم دانية قليلات الخطيب

واجه الاسد الضربة التي استهدفت مراكز سلاحه الكيميائي بكل تحدي. وعقب الضربة الاميركية التي شاركت بها كل من بريطانيا وفرنسا اعلن الاسد ان تلك الضربة لن توقفه عن متابعة نشاطاته التي هي وبحسب ادعاؤه “لمحاربة الارهابيين”.

وقد جمع الاسد جمهرة من الناس في وسط العاصمة دمشق رافعين اعلام روسية وسورية، كما اعلنت وكالة الاعلام السورية انه تم اسقاط معظم المثة وعشرة صواريخ التي اطلقها الامركيون وحلفاؤهم. وما هذا التصرف الا ليظهر انكسار هيبة اميركا. وبالرغم ان من الرائج انتقاد ترامب انه غير كفوء لان يكون رئيس، فيجب الاعتراف ان من كسر هيبة اميركا هو اوباما وذلك حين وضع خطوط حمر وتراجع عنها. وترامب وعد ناخبيه في حملاته الانتخابية التقوقع والانعزال والانصراف للتركيز على الشؤون الداخلية.

وهو منذ فترة وجيزة اعلن انه ينوي الانسحاب من سوريا شاكيا ان اميركا تكبدت سبعة تريليونات دولار خلال الخمسة عشر سنة الماضية بسبب الحروب التي قادتها في غرب اسيا.

تلك المؤشرات تدل ان ترامب ليس بالرئيس الذي سيرجع لامريكا هيبتها المفقودة. لذلك وبالرغم من زيادة الانفاق العسكري في عهده فدور امريكا وهيبتها في تراجع. حتى ان الضربة الحالية تم النظر اليها انها نوع من المسرحية فقط لحفظ ماء الوجه دون ان يكون هدفها التأثير في مجريات الحرب في سوريا. والبلاغ المسبق سمح لنظام الاسد تفريغ المطارات والمنشئات العسكرية من محتوياتها حتى لا تصاب باضرار. وبالرغم من ان وزارة الدفاع الاميركية قد اعلنت ان الاهداف التي دمرت هي حيوية بالنسبة لقدرة الاسد على استخدام الاسلحة الكيماوية فالضربة لا ينظر اليها بجدية لا من قبل الاسد وحلفاؤه ولا من قبل حلفاء اميركا في المنطقة.

وتلك الضربة التي لم تقدم ولم تؤخر في مجريات الحرب من شانها ان تشجع ايران على الاستمعان في سياساتها في المنطقة كما من شأنه ان يضعف من ثقة الخليج بحليفهم الاميركي. وهذا ظاهر في انفتاح دول الخليج على روسيا. وكلما خف انخراط امريكا في شؤون المنطقة ستقل هيبتها و ستتجه دول الخليج الى دول اخرى لبناء تحالفات قوية معها. و ترامب بتوجهه الانعزالي الذي يتلخص بمقولة “اميركا اولا” او مقولة “انا رئيس لاميركا وليس للعالم” سيقلل من دور اميركا في العالم وفي المنطقة  مما سيترك لدول اخرى المجال للعب دور اكبر كروسيا والصين وما لم يأتِ رئيس بعد ترامب ليعزز من مكانة اميركا في العالم وليعيد للعم سام هيبته فنحن على مشارف افول النظام العالمي الحالي الذي تترأسه الولايات المتحدة.

(*) باحثة