محمية الشوف استضافت اللجنة العالمية للمناطق المحمية

الشوف-“الأنباء”

عقدت “اللجنة العالمية للمناطق المحمية” المعروفة بـ WCPA، اجتماعها في محمية الشوف، وهو الأول الذي يعقد في منطقة الشرق الأوسط خلال ستين عاما من تأسيس هذه اللجنة، وتستمر فعالياته حتى يوم غد.

في اليوم الأول، جال المشاركون في المحمية، وتخلله تقديم لأعمال الاجتماع من رئيسة اللجنة العالمية للمناطق المحمية كاثي مكينون من بريطانيا، تلاه ترحيب من مدير “محمية أرز الشوف المدى الحيوي نزار هاني”، وفي اليوم الثاني، حضر أعضاء من المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وغرب آسيا منهم القائم بأعمال المنسق الاقليمي للبرامج في الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة – مكتب غرب آسيا هاني الشاعر ومستشار الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة سعيد دمهورية و33 عضوا من اللجنة التنظيمية لـ WCPA من الهند والدانمارك وسويسرا والمملكة المتحدة وروسيا وإندونيسيا وكولومبيا وكندا والولايات المتحدة وأوستراليا وإيطاليا وفرنسا وجنوب أفريقيا والأردن وسلوفينيا وتونس والبرازيل.
وحضرت من لبنان ممثلة وزارة البيئة رئيسة قسم النظم البيئية لارا سماحة ورئيس لجنة محمية أرز الشوف للمدى الحيوي شارل نجيم ومدير المحمية نزار هاني وأعضاء من فريق المحمية ورئيس “جمعية غدي” فادي غانم، لمناسبة انضمامها أخيرا إلى لجنة IUCN وإعلاميون.
وتمت في اليوم الثاني مناقشة أمور تقنية وإدارية، وتجارب ومبادرات في مناطق عدة من العالم لتبادل الخبرات.

أما اليوم الثالث، فكان رحلة ميدانية في محمية أرز الشوف، حيث اطلع الأعضاء والمختصون على مجالات عمل المحمية، وشملت المحطة الأولى زيارة قلعة نيحا التاريخية ومشاهدة حيوانات الطبسون، تلتها زيارة موقع تصنيع الكومبوست والمدرجات الزراعية القديمة في معاصر الشوف. وكانت المحطة الثالثة في غابات الأرز ومواقع التحريج في المعاصر والباروك)، وتمت زراعة غرسة أرز للمناسبة، وشملت أعمال اليومين الثالث والرابع لقاءات ونقاشات عن استراتيجيات وتقنيات إدارة المناطق المحمية.

ونوه الوفد بالتنظيم الذي قامت به إدارة المحمية لهذا اللقاء، فضلا عن المهنية والنوعية في استراتيجية إدارة المحميات وخصوصا لجهة دمجها لعملها مع التنمية الريفية والاقتصادية للمجتمع، وهي مقومات تؤهل محمية أرز الشوف للمدى الحيوي أن تنضم إلى القائمة الخضراء للمحميات، وهي قائمة تتطلب معايير نوعية لتضع أي محمية على الخريطة العالمية للمحميات.

الشاعر
وللمناسبة، قال الشاعر على هامش المؤتمر: “ان انعقاد اجتماع اللجنة العالمية الخاصة بالمحميات على المستوى العالمي في لبنان وفي محمية الشوف المدى الحيوي، يؤكد أهمية هذه المحمية، وهو أمر يشرفنا كعرب، وكمكتب إقليمي لمنطقة غرب آسيا، وسيقدم إضافة مهمة للمنطقة، فإن المحمية تشرف أي مجموعة تنضم إليها وخصوصا القائمة الخضراء، وهذا الأمر تم بحثه على مستوى اللجنة في هذا الاجتماع، كما سنسعى إلى انضمام محميات أخرى في الوطن العربي لهذه القائمة، التي ستضع محمياتنا على الخريطة الدولية للمحميات”.

ميليان
من جهتها أوضحت نائب الرئيس الإقليمي لمنطقة المتوسط شمال أفريقيا وغرب آسيا التونسية إيمان ميليان أنها “المرة الأولى التي نستضاف فيها في المنطقة العربية”.

وعن سبب اختيار لبنان، قالت: “أعلم أن العمل منجز في محمية الشوف، وقد التقيت مدير المحمية نزار هاني وفريق العمل، ورأيت الأمور على الأرض ونوعية العمل. أمر مهم لنا ولكل شخص في هذه المنطقة أن نظهر الممارسات الإيجابية والابتكارات التي تحصل، وأرى أن العمل المنجز من الطراز العالمي، فالربط بين الأراضي المحمية مع المجتمع، أمر يمكن أن يصدر إلى مناطق محمية أخرى من العالم، وكان من المهم أن يشاهد المسؤولون في هذه اللجنة هذا المثال ووجود قادة من المناطق بتخصصات مهمة في الحوكمة والإدارة والقائمة الخضراء، للتواصل مع المسؤولين في المناطق المحمية في منطقتنا وخصوصا لبنان وخلق فرص للابتكار والتجدد. ويشكل اجتماع الدول الأطراف في اتفاق التنوع البيولوجي في شرم الشيخ الذي يعقد للمرة الأولى في المنطقة العربية فرصة نادرة للمنطقة”.

هاني
وعن أهمية هذا اللقاء، قال مدير محمية أرز الشوف للمدى الحيوي نزار هاني: “حضر في هذا المؤتمر أهم خبراء في مجال المحميات في العالم، للتعرف على عملنا واتخاذ قرارات من لبنان بخصوص محميات عدة حول العالم، وكما شاهدنا فالعمل موزع ومنوع وشامل لكل النشاطات المزمع القيام بها على مستوى IUCN في مجال اللجنة العالمية لإدارة المناطق المحمية. وكما أن محمية الشوف للمدى الحيوي مرشحة لأن تكون ضمن محميات القائمة الخضراء الخاصة، هذه فرصة لإظهار عملنا وقد يمكننا من الحصول على جائزة على مستوى العالم والاحتفال بها في COP 14 المزمع عقده في شرم الشيخ”.

أضاف: “لا يوجد تقييم رسمي لأداء هذه المحميات، ونسعى في محمية الشوف لإعلانها على هذه القائمة وفقا للتقييمات السابقة التي عملنا عليها خلال سنتين، والتقييمات المستقبلية النهائية التي ستتم قريبا، وهي فرصة لوضع لبنان على الخريطة العالمية للمحميات”.

رضوان
من جهته قال رئيس اللجنة الوطنية في IUCN لبنان زاهر رضوان: “تم تنسيق هذا المؤتمر بإصرار من اللجنة الوطنية والمكتب الإقليمي لIUCN، فعدا عن تسليط الضوء على المحميات، ندرس القائمة الخضراء ووضع بعضها الآخر، كما نعمل على مناطق محمية صغيرة على صعيد المحميات الحضرية، أي القريبة من المناطق السكنية، وعلى مستويات عدة. ويدل هذا المؤتمر إلى قدرتنا في لبنان على استقدام هذه اللجان الدولية على هذا المستوى العالي من التخصصية والتقنية، وهو دورنا كلجنة وطنية فضلا عن مؤازرة وزارة البيئة في هذا المجال”.

مكينون
أما مكينون فقالت: “لجان IUCN عبارة عن شبكة من الأشخاص المتطوعين، وهذا أمر فريد من نوعه في المنظمة. هناك حوالى 2500 عضو على مستوى العالم وهذا اللقاء هو الأول للجنتنا في هذه المنطقة بهدف جلب مزيد من المناطق إلى اللائحة الخضراء، ويمكنني القول إن إدارة المحمية تقوم بعمل ممتاز وبطريقة مبتكرة وخصوصا لجهة العمل مع المجتمع المحلي ومصادر التمويل وشمل أفراد من المجتمع في المشاريع المتعددة وإعادة تأهيل المناطق والممارسات الزراعية المستدامة، ومن الممكن أن يتم تقليد هذه الممارسات في بلاد أخرى. نحاول العمل على حلول تستند إلى الطبيعة ومساهمة المناطق المحمية في توفير مزيد من المواد والحماية والمرونة من الكوارث والجفاف والأمان الغذائي والمائي وتخفيف آثار التغير المناخي ومساعدة الناس على التكيف معها”.

ووصفت تجربة محمية الشوف بـ”الخلاقة”.