حزب الله بعد الانتخابات: الى الدولة والمؤسسات در؟

بدأ حزب الله رسم معالم مرحلة ما بعد الإنتخابات النيابية. فلا شك أن الحزب يقرأ التعقيدات الإقليمية والدولية، والصعوبات التي تنتظره في اطار رسم ملامح جديدة للمنطقة. وهذا ما يحتّم على الحزب التفكير برؤية سياسية جديدة للتعاطي مع الملف اللبناني ومع القوى السياسية، لأن الأكيد أن مرحلة الهدن في سوريا، وإعادة الملف السوري إلى المفاوضات الدولية، ستعيد الحزب إلى لبنان، وهذه المرّة ستطال دوره كضابط إيقاع بالمعنى العسكري ندوب كثيرة، لذلك لا بد من البحث عن صيغة ليبقى الطرف الأقوى بدون الإستناد إلى السلاح على الرغم من الإحتفاظ به والتمسك بما يعنيه ذلك.

 

لذلك يبدو حزب الله مهتماً بهذا الإستحقاق الإنتخابي أكثر من غيره. ستشكّل الإنتخابات النيابية محطّة مفصلية لإعادة إنتاج حزب الله لدوره اللبناني بصيغة جديدة ومنقحة، بشكل يبقى القوة السياسية الضابطة للإيقاع اللبناني، ليس فقط في مسألة مواجهة العدو وحماية لبنان أو في الخيارات الإستراتيجية، وقرار السلم والحرب، بل الأمر يختلف هنا، ويطال في أحد جوانبه، دخول الحزب أكثر في تركيبة الدولة، وفي تكوين السلطة التشريعية والتنفيذية، وما ينجم عنهما، حول المشاركة في أدق تفاصيل الملفات، من مالية إلى خدماتية وغيرها.

 

العنوان الأساسي بعد الإستحقاق الإنتخابي، سيكون حول تشكيل الحكومة وشكلها. يذهب البعض إلى اعتبار أن الحزب سيكون قادراً على تشكيل حكومة من لون واحد يؤيد خياراته السياسية، لكن لن يفعل، هو سيتنازل حرصاً على التوافق، لأن لبنان لا يحكم بغير التوافق وفق ما يعتبر، وهذا سيفتح النقاش على مسألة أساسية تتعلق بوجهة الحكومة السياسية، وباهتماماتها محلياً وخارجياً، ببيانها الوزاري، وما بعده. وحتى ربما سيكون هناك إعادة صياغة لآلية عمل مجلس الوزراء، وإن لم يكن بشكل علني، بل بشكل فعلي أو عملاني. وهذا ما سيشكّل منطلقاً لحزب الله للغوص أكثر في التفاصيل اللبنانية الداخلية، وفي إدارة المرافق العامّة، الأمر الذي بدأه الحزب في إثارة ملفات الفساد ومكافحته، والذي سيستكمل في مجالات أخرى، أهمّها دخول الحزب على خطّ الشراكة الفعلية في تحديد وجود ومشاركة الشيعة في السلطة والإدارة.

ربيع سرجون – الانباء