حاصبيا تقاطع الحريري.. وارسلان إستقدم الحشود من الخارج!

نوال الأشقر (لبنان 24)

أراد رئيس الحكومة سعد الحريري أن يعرّج على مدينة حاصبيا في إطار جولاته الإنتخابية الجنوبية، إلاّ أنّ المدينة الجنبلاطية الهوى في أكثريتها، لم يحلُ لها دخول رئيس حكومة لبنان دارها من غير بوابة المختارة، فقاطعت المرجعيات الروحية الدرزية في خلوات البياضة استقبال الحريري، كما قاطع الزيارة ممثلو الحزب التقدمي الاشتراكي وقسمٌ كبير من الأهالي والفعاليات البلدية والإختيارية.

ووفق مصادر في المنطقة فإنّ الزيارة لم تكن كما تمناها الرئيس الحريري والنائب طلال ارسلان، بل قوبلت باستياء من قبل الأهالي وبمشاركة خجولة، وتحدث بعض الأهالي عن وصول باصات إلى بلدتهم قبل حوالي أربع ساعات من وصول الحريري والوفد المرافق، تقلّ أعداداً كبيرة من المواطنين من خارج البلدة بينهم مشايخ من طائفة الموحدين الدروز. وأكدّت مصادر المنطقة لموقعنا في اتصال هاتفي أنّ ارسلان اضطر إلى استقدام حشود من خارج المنطقة، حيث تمّ نقلهم ظهراً في باصات من بعض المناطق إلى حاصبيا للتعويض عن مقاطعة الأهالي.

وأضافت المصادر “المقاطعة الكبرى لقيها الحريري من قبل مشايخ طائفة الموحدين الدروز في خلوات البياضة، هذا الموقع الديني له رمزية كبيرة عند الدروز، وكان الحريري قد عدل عن زيارة الخلوات، لكنه عاد وزارها بناءً على إصرار ارسلان، ليصطدم الإثنان برفض مشايخ البياضة المشاركة في استقبال الزائرَين، وأبرزُ المقاطعين الرموزُ الدينية في المقام وهم المشايخ سليمان شجاع، فندي شجاع، غالب قيس ويوسف ذياب، وهم مشايخ خلوات البياضة الذين يمثلون المرجعية الروحية في المنطقة”.

كما أشارت المصادر إلى أنّ ارسلان جال في المدينة عشية الزيارة وقصد عدداً من مشايخ البياضة لإقناعهم بضرورة المشاركة، واستمرت مساعيه حتى الساعة الحادية عشرة من ليل الخميس – الجمعة، ولكنّها باءت بالفشل، بحيث شارك في الإستقبال عدد قليل من مشايخ البلدة من مؤيدي ارسلان لم يتجاوز العشرين شيخاً. وأمام مقاطعة المرجعيات الروحية في البياضة وجد ارسلان نفسه مضطراً للإستعانة بالشيخ ناصر الغريب من بلدة كفرمتى قضاء عاليه، فاستدعاه للحضور لإنقاذ الموقف وتعويض غياب مشايخ البياضة، إلا أنّ الغريب وصل أثناء مغادرة الحريري وبالكاد تمكّن من مصافحته.

المقاطعة لم تقتصر على المرجعيات الروحية الدرزية في المنطقة وممثلي الحزب التقدمي الإشتراكي ومناصريه، بل قاطع الزيارة أيضاً رئيس بلدية حاصبيا وخمسة من مخاتيرها ورؤساء بلديات المنطقة .

من جهة ثانية، ووفق وجهة نظر مقربين من الوزير إرسلان فإن الذين شاركوا في إستقبال الحريري هم من أبناء المنطقة، بإعتبار أن لا فرق بين أبناء حاصبيا وأبناء عاليه وشويفات أو أي منطقة أخرى، لأن ما يجمعهم هو دعم الخيارات الوطنية التي ستظهر واضحة في صناديق الإقتراع.

وتجدر الإشارة إلى أنّ الحريري يخوض الإنتخابات النيابية في دائرة حاصبيا ومرجعيون في لائحة تجمعه والنائب طلال ارسلان و”التيار الوطني الحر” ومستقلين، في حين أنّ رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط يدعم النائب أنور الخليل مرشح الرئيس نبيه بري.