كفى يا باسيل!

طالعنا مجدداً السيد جبران باسيل بمزيد من تصريحاته الهمايونية المنافية للحقيقة في مكان، والتحريضية في مكان آخر، وهو الذي ما انفكّ يمارس هذا النوع من الشحن قولاً وفعلاً؛ توسلاً لمكاسب شعبوية انتخابية ومصالح جد ضيقة؛ غير آبه بقدسية العيش الواحد وبما حققته مصالحة الجبل وبما تحتاجه من توافر للنيات وتكاتف في الجهود وصوناً للألسن، تحصيناً لها وللاستقرار الوطني بشكل عام.

أما وأنّك يا سيد باسيل قلت إنكم لا تقبلون التحالف مع من يقول لكم على التلفزيون “هذه هي اللائحة فادخلوها إن أردتم”؛ فلماذا إذاً استقبلت أنت شخصيًا موفد الحزب التقدمي الاشتراكي في مكتبك بعد أن كان وليد جنبلاط قد أعلن مرشحيه على التلفزيون؛ وناقشت في التحالف ودخلت في التفاصيل؛ وطلبت أن ينضم الأستاذ ناجي البستاني لتكتلكم المسمى “التغيير والإصلاح” كشرط من شروط التحالف؟

ثم لماذا عاد أترابك في التكتل المذكور آلان عون وسيزار ابي خليل والتقيا بموفد التقدمي نفسه وقدما مزيدا من الاقتراحات والعروض من أجل التحالف؟ ألم يكن آنذاك لديكم الموقف ذاته بعدم الدخول في تحالف مع من يعلن مرشحيه عبر التلفزيون؟ ألم يكن من الأنجع لك ان ترفض التفاوض يومها لكي يكسب تصريحك بالأمس جزءاً من مصداقية بات معروفاً انك لا تملكها على الإطلاق؟

أما وصفك لكلام جنبلاط عن نية تيارك السياسي محاصرة الرئيس نبيه بري بأنه “تخيلات”؛ فإننا نحيلك ونحيل جميع اللبنانيين إلى الفيديو الشهير المسرب لك والذي نطقت به صوتاً وصورة بمكنونات رأيك في الرئيس بري وبالطريقة التي تنوي التعامل بها معه؟

كفى يا سيد باسيل تحريض اللبنانيين لتحقيق مآربك الذاتية.
كفى يا سيد باسيل رياءً على الناس لتغطية ما انتم به فعلا تقومون. وروائح الصفقات من بواخر الكهرباء سدت أنوف اللبنانيين.

من حقكم انتهاج السياسة التي تريدون. من حقكم ان تمارسوا العمل العام كما تشاؤون. لكن ليس من حقكم طمس الحقائق؛ وللبنانيين الحق في الحكم في ٦ أيار المقبل.

والدعاء لكم بحسن الخاتمة؛ والسلام.

(*) صالح حديفة- “الأنباء”