أنتم ما هو حجمكم؟ / بقلم بيار البيروتي

هنالك من يسأل عن حجم وليد جنبلاط.

حجم وليد جنبلاط هو حجم ثورة الأرز، هذا الرجل الشجاع الذي قاد الكثير من الثوار يوم  استشهاد رفيق الحريري في ظل الوجود السوري بلبنان تحت الكثير من التهديدات ليكون السباق بالمطالبة بالإستقلال وجلاء الجيش السوري عن لبنان وتفكيك المنظومة الأمنية-المخابراتية المشتركة يومها.

حجم وليد جنبلاط هو حجم مصلحة الجبل: بفضله طويت وانطفت نار صفحة أليمة من تاريخ أسود في الجبل وما رافقه من الحقد والكره والتفكك، هذه المصالحة التاريخية التي كان عرابها وأشبينها وليد جنبلاط والبطريرك صفير.

حجم وليد جنبلاط هو حجم التوازنات: عند كل خلاف سياسي في البلد كان وليد جنبلاط ميال دائما الى حياكة التوازنات ليجنب البلاد التدهور وسير بالمجهول، ناهيك عن تركه لمقعد درزي شاغر في عاليه ليكون من حصة غيره من أصحاب البيوت السياسية التي يجب أن تبقى مفتوحة، وتحلفاته الإنتخابية  مع القوات وتيار المستقبل كل هذا من أجل الحفاظ على التوازنات السياسية في الجبل وكل لبنان.

حجم وليد جنبلاط هو حجم اللاطائفية:  لأن تركيبة الحزب التقدمي الإشتراكي هي ليست بطائفية ولأن واقع الديموغرافي في الجبل غني بالتعدد الطوائف والمذاهب، كان دائما حرص وليد جنبلاط على الإنماء المتوازن في جميع المناطق وقرى الجبل كتشييد جامع الأمير شكيب إرسلان في محاذاة قصر المختارة وكنيسة سيدة الدّر، عدا المشاريع الانمائية الكثيرة التي أنجزها في منطقة إقليم الخروب ذات الغالبية السنية والمسيحية. إضافة الى كل مواقفه السياسية التي لم تكن مرة متقوقعة او تخص طائفة دون سواها من شركاء الوطن ودعمه لعودة المسيحيين الى جانب طبعا مواقفه السياسية العامة التي اكثرها تلامس هموم الوطن والمواطنين من كل أطياف المجتمع اللبناني. بما يدّل على رؤية وليد جنبلاط اللاطائفية .

حجم وليد جنبلاط هو حجم علاقاته الدولية والإقليمية: لوليد جنبلاط علاقات صداقة مع كثير من الدول الاقليمية والعربية والغربية استخدمها في الكثير من المرات لمصلحة لبنان من أجل تحصين وعزل لبنان من كل التجاذبات والنزاعات التي مرت بالمنطقة ومن أجل تمرير كثير من الإستحقاقات وحل الخلافات الداخلية بين كل الأفرقاء.

هذا هو وليد جنبلاط، أنتم ما هو حجمكم؟