إلا أنت يا مير!

وهيب فياض

إلا أنت يا مير!

ست لوائح تتنافس على مقاعد دائرة عاليه الشوف ولكل لائحة خصوصيتها وطريقة تركيب وترتيب أسماء أعضائها وتاريخ كل مرشح وكل رئيس لائحة اذا ما كان هناك رؤساء لوائح، في معمعة هذه الخلطات العجيبة الغريبة.

كل الصور المظهرة للوائح لها إما تفسير أو تبرير حتى لمن خرق المعقول والمقبول، أو حتى لمن تخطى حدود ما يقبل به مناصروه، بما يسمح لجمهور كل لائحة أن يجتهد في اختلاق الأعذار.

فصورة لائحة كميل شمعون تشبه تراثها، وتلتمس العذر بأنها تحاول الحفاظ على ما تبقى من جمهور الشماعنة، مع أن هذا الجمهور عليه دين مستحق الأداء لمن أوصل الريس دوري إلى الندوة البرلمانية، ومع ذلك لم يصله اي إنذار لسداد الدين، رفقا بحالة عدم ملاءته السياسية، فبقي لجمهور الشماعنة سبب يتلطون خلفه لتأليف اللائحة وهو الحفاظ على تاريخ آل شمعون.

وجماعة الحراك المدني رغم شرذمتهم، وأنانية البعض ممن قدموا أنفسم على غير حقيقتهم، إلا أن شعاراتهم لا زالت تحتفظ ببعض نضارتها عند قلة ممن يشترون الخبز الذي لم يختمر عجينه، ظنا منهم أنه أخف على معدتهم، ولو كان صعب البلع قليل الغذاء.

وحتى المرشح وئام وهاب، الذي يترسمل بمرسوم حالة عاقر إستطاع أن يجعل منه جلداً يشابه الجلد الذي صنعت منه اليسار حدود مدينة قرطاجة في بلدته الجاهلية، فقد رفض ما لا يمكن قبوله حتى ولو جاء ممن، ارتمى في أحضانهم، وشرب من مائهم، واكل من زادهم، وهذا ما خلق له مجالا لتبرير رفض الجميع للتحالف معه، وكتم الأسباب الحقيقية للانفضاض من حوله، محاولا أيا كانت حصيلة حاصله الانتخابي، أن يحتفظ بقليل من ماء الوجه المراق على أوراق نتائج استطلاعات الرأي، وتاليا في صناديق الاقتراع.

إلا أنت يا أمير!

فتحت عنوان جمع صفوف المحاولين تحجيم وعزل وليد جنبلاط، دعيت فرفضت الدعوة لا حبا بمن يراد تحجيمه، بل كرها بمن عبث بحديقة قصرك
وتحت عنوان الاستفادة من الإرث الارسلاني العريق، دعيت لتكون رأس لائحة تجد مبرراتها في إحياء ما سلف من اصطفافات قبل الطائف، فأعرضت كرمى لعيون من لا يَرَوْن فيك إلا ورقة يمكن استعمالها غب الطلب.

ورفضت أيضاً، من مد اليد إليك بنية صافية، ورغبة صادقة في الحفاظ على تاريخ وتراث اسلافك، وإيمان بالحفاظ على أبناء البيوت العريقة، مهما تقلبت الأيام وقلبت ظهر المجن، تاركا لك أن تكون حراً في خيارك، بالتموضع بعد الانتخابات حيث تشاء ومع من تشاء، مع مرشح يشكل ولو نواة كتلة تحفظ الكرامة، وتضيف وزناً إلى قيمة تمثيلك.

ولو بقيت رافضا بالمطلق، وشكلت لائحة تشبهك، أو عزفت عن الترشح حفظا لكرامة تاريخك وعائلتك ومناصريك، لكان موقفك مفهوما ومبرراتك مقبولة.
أما أن تكون كما أصبحت، تدخل في اللائحة وحيدا وبشروط وتعلنها دون أن يكون لك في أعضائها رأي
وأن تعتمد فقط على عدم وجود منافس على لائحة الأقوياء الذين يعرفون كيف تؤلف اللوائح، وكيف تخاض المعارك، ولا ينسون كيف تحفظ كرامات الخصوم ولو فرطوا وكيف تبقى الأبواب معهم مواربة حتى ولو أقفلوا أبوابهم.
للكل تبريراتهم سواء كانت مقنعةاو غير مقنعة.

إلا أنت يا مير!

لم توفق في إختيار مكانك
ولا في تقديم التبرير
فعسى أن تكون زلة قدم، محدودة الأضرار، لا سقطة في واد بلا قرار.

 

اقرأ أيضاً بقلم وهيب فياض

جنبلاط يهادن مجدداً وينعي اتفاق الطائف

أيها المعلم المشرق علينا من عليائك

نزار هاني: أرزتك أطول من رقابهم!

ما وراء خطاب العرفان!

عن الفتح المبكر للسباق الرئاسي: قتال بالسلاح الأبيض والأظافر والأسنان!

عهد القوة ام العهد القوي؟

من موسكو: تيمور جنبلاط يجدل حبلاً جديداً من “شعرة معاوية”!

لجيل ما بعد الحرب: هذه حقيقة وزارة المهجرين

حذار من تداعيات إزدواجية المعايير!

عن دستور ظاهره مواطنة وباطنه عفن سياسي!

لا تحطموا برعونتكم أعظم إختراع في تاريخ الديمقراطية!

رسالة من العالم الآخر: من أبو عمار إلى أبو تيمور!

لتذكير من لا يذكرون: تجارب وزراء “التقدمي” مضيئة وهكذا ستبقى!

يحق لوليد جنبلاط أن يفاخر!

تبيعون ونشتري

إنه جبل كمال جنبلاط!

ادفنوا حقدكم لتنهضوا!

الإصلاحيون الحقيقيون: إعادة تعريف!

مطابق للمواصفات!

خيارات المختارة وتحالفاتها: قراءة هادئة!