أبو الحسن في لقاء الفعاليات النسائية: سنحمل قضايا المرأة بإصرار وقناعة!

نظّم الإتحاد النسائي التقدّمي لقاءً حوارياً تشاورياً حاشداً مع مرشح الحزب التقدمي الإشتراكي عن دائرة بعبدا هادي أبو الحسن، بعنوان “واقع المرأة اللبنانية، حاجات ورؤى”، في منتجع باين لاند السياحي في المتن الأعلى، حضرته الممثلة تقلا شمعون، مدير المكتبة الوطنية في بعقلين غازي صعب، أعضاء من المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز، رئيسات منتديات وجمعيات نسائية في منطقة المتن الأعلى، فعاليات تربوية، حقوقية، طبيّة، واجتماعية، مسؤولات هيئات مناطق الإتحاد في الشوف والجرد والمتن، أعضاء هيئة منطقة المتن في الإتحاد ورئيسات وأعضاء فروع الإتحاد في قرى وبلدات المتن الأعلى وحشد من سيدات المنطقة.

بعد النشيد الوطني، تحدّثت مسؤولة هيئة منطقة المتن الأعلى في الإتحاد ربى مكارم، فرحّبت بالحضور وأكّدت أن “هذا اللقاء لا علاقة له بالإنتخابات بل كان يتم التحضير له من قبل بالتزامن مع النهضة التي شهدها الإتحاد على مستوى لبنان والتي واكبتها هيئة منطقة المتن بنشاط عالي من خلال تفعيل الفروع القديمة واستحداث فروع جديدة في بعض القرى والبلدات”، ونوهت إلى أنه “مع ترشيح مفوض الشؤون الداخلية في الحزب التقدمي الإشتراكي هادي أبو الحسن وانطلاقاً من ثقتنا التامة بانفتاحه على حقوق المرأة وقضاياها التي اعتبرها من الخطوط الحمراء، وبناء لتمنّي منه بأن يلتقي بكافة الفعاليات النسائية في المنطقة لبلورة فكرة واضحة عن حاجاتهن وهواجسهن، فقد شكّل هذا اللقاء المساحة المشتركة الأنسب، عسى أن يكون وجوده بيننا وفي حال وصوله إلى الندوة البرلمانية، بداية الطريق لتحقيق آمالنا وطموحاتنا كنساء متنيّات ولبنانيات بشكل عام”.

سعيد: لتمكين المرأة الريفية من خلال مشاريع التنمية المستدامة

ثمّ تحدّثت مفوضة شؤون المرأة في الحزب التقدمي الإشتراكي رئيسة الإتحاد منال سعيد، فنوّهت لأهمية هذا اللقاء الذي يهدف لـ “تسليط الضوء على المرأة اللبنانية، حاجاتها والإجحاف اللاحق بها”، وأكدت أن “هذا اللقاء هو الأول ضمن سلسلة لقاءات ينظمها الإتحاد في مختلف الدوائر الانتخابية لجمع مرشحي الحزب التقدمي الإشتراكي بالفعاليات النسائية في كل منطقة”. واشارت إلى ان “للإجحاف وجهان: الأول هو التمييز والثاني هو العنف. فعندما نتحدث عن التمييز نعني التمييز بالوصول للموارد، التمييز بالتشريعات، والتمييز بالقوانين مثل قوانين العمل والضمان الإجتماعي وغيرها. أما عندما نتحدث عن العنف فلا نعني العنف الجسدي وحده، بل نقصد بذلك العنف المجتمعي والسياسي والحقوقي”، وأشارت إلى أن “اتفاقية الغاء كافة أشكال العنف ضد المرأة التي وقع عليها لبنان اشارت في البند 14 منها إلى عنوان كبير هو تنمية المرأة الريفية، كما أن خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2015 – 2030 شدد على أهمية النظر لحاجات النساء في الريف وركز على تمكين المرأة اقتصادياً تمهيداً لاستقلاليتها التامة”.

ولفتت سعيد إلى أن “الملاحظة الأساس التي يتم رفعها للهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية في ما يختص بتطبيق اتفاقيه سيداو هي غياب الإحصاءات المتعلقة بأوضاع المرأة، وغياب المعلومات عن حاجات النساء في المناطق الريفية، ما يحتّم علينا السعي لإعداد جدول بأولويات حاجات النساء في الريف تحديداً ، وتحديد المشاريع التي تساهم في تنمية هذه المناطق وبالتالي تأمين فرص عمل للنساء فيها ووضع الخط الآيلة لتمكين المرأة على مختلف الأصعدة”، متمنّية أن “يثمر هذا اللقاء خطوة أولى على طريق نضالنا في سبيل تمكين النساء في مجتمعنا بشكل عام بما يكفل استقلاليتهن وقدرتهن على بناء أسرة سليمة ومجتمع معافى”.

أبو الحسن: تحية للمناضلة عهد التميمي ولكل النساء

بعدها تحدّث أبو الحسن فأكّد بدايةً أن “علاقتنا بالناس تتعدى إطار العلاقة بين الناخب والمرشّح، فنحن جزء من هذا المجتمع وهذا البلد بل نحن قادة ومسؤولون في هذا البلد وعلينا مسؤوليات جمة تتطلب منا القيام بواجبنا بشكل دائم لتلبية تطلعات ومطالب كافة شرائح المجتمع”، وشدد على “اننا نعلم أن الحضور في هذه القاعة متنوع سياسياً واجتماعياً، وأن الشعب اللبناني بالإجمال محسومة خياراته السياسية والإنتخابية، وبالتالي فإن هذا اللقاء لن يضيف شيئاً في الإطار الإنتخابي ولا يندرج ضمن سياق الترويج السياسي، بل هو مسؤولية وواجب علينا”.

وأضاف: لطالما كان في فكر كمال جنبلاط وفي جوهر فكر الحزب التقدمي الإشتراكي غاية أساسية هي الإنسان، والمرأة إنسان أولاً، وهي التي تربّي الإنسان وهي التي تعمل جاهدةً لكي يكون لنا إنسان مثالي بدءاً من أسرتها إلى المجتمع فالوطن. ثانياً، فإن موضوع الإنسان في فكر كمال جنبلاط ليس موضوعاً عابراً، بل كان كل نضال كمال جنبلاط يهدف إلى تحقيق هذه الغاية السامية، والمرأة بالنسبة إلينا هي الأم والأخت والزوجة والمناضلة والمربية والعاملة وأم الشهيد، وهي التي عانت ما عانته نتيجة هذه الاعباء الكبيرة والكثيرة التي تتحمّلها على مر الأيام والسنين، وأهم من ذلك ما عانته من تمييز بين الرجل والمرأة، ما يضيف إليها معاناة إضافية. ونحن كحزب تقدمي إشتراكي من منطلقنا الفكري نجهد ونناضل للمساواة وإحقاق الحق، لكي تكون المرأة في لبنان والعالم متحررة، متساوية، متكافئة مع الرجل. هذا عهدنا وهذا وعدنا إليكن.

ووجّه أبو الحسن “التحيّة للمرأة على كل المستويات” وخصّ بالتحية “النساء المناضلات وفي طليعتهن المناضلة عهد التميمي، التي قد ينظر إليها البعض على أنها طفلة، لكنها بالحقيقة مناضلة فاقت بنضالها وبتجذرها بالأرض والقضية الكثير من القادة والمسؤولين في عالمنا العربي والإسلامي”.

ونوّه أبو الحسن إلى أن “هناك العديد من النساء في العالم ممّن غيّرن وجه التاريخ، وأكّد أن “المرأة هي القبلة والبوصلة وهي ركن أساسي في هذا المجتمع” وهي قيمة أساسية وليست قيمة مضافة ، وتوجّه بالتحية لكل النساء الحاضرات ولكل الرفيقات والمناضلات، واعداً باستكمال اللقاء عبر توصيات عملانية وعد بمتابعتها مع كتلة اللقاء الديمقراطي في حال وصوله للندوة البرلمانية، وبمتابعتها على المستوى الإنمائي بمختلف جوانبه، متمنّياً أن “نكون خير ممثل لهذه الشريحة النسائية وأن نطل على المستقبل بعزم وارادة وتحقيق لهذه الطموحات”، ومناشداً الإتحاد النسائي التقدمي بإعداد لقاءات مماثلة دورية للوقوف عند مطالب وحاجات النساء في المناطق.

بعدها بعدها تولّت مسؤولة الإعلام في الإتحاد غنوة غازي زيتوني إدارة الحوار الذي استمر قرابة ساعة من الوقت، أجاب خلالها أبو الحسن على مداخلات وأسئلة الحاضرات، والتي شملت هواجس النساء وهمومهنّ وأبرزها المتعلّق بالتمييز والعنف ضد المرأة، الكوتا النسائية في البرلمان، التمكين السياسي وترشيح النساء لمراكز قيادية في الأحزاب والدولة، حق الجنسية للمرأة المتزوجة من أجنبي، تعديل قانون العمل بما يضمن كافة حقوق المرأة ويؤمن فرص التكافل الأسري في الوقت نفسه، التمكين الإقتصادي للمرأة الريفية الحماية من التحرش والإبتزاز الإلكتروني، في حين أتت معظم المداخلات والأسئلة ملتصقةً بالهم المعيشي العام فتطرّقت لمشاكل غياب المساحات الرياضية التي تأوي الشباب وتمنع انحرافهم، حوادث السير، المخدرات، وتطرّقت لمواضيع التربية، الكهرباء، المياه، الصرف الصحي وغيرها.

ثم اختتم اللقاء بحفل كوكتيل، حيث كانت فرصة لنقاشات ومساحات تفاعل جانبية مع كل من أبو الحسن وسعيد، على أن يصدر عن اللقاء توصيات مكتوبة يتم نشرها لاحقاً بالتزامن مع توزيعها على كافة الفعاليات النسائية المشاركة.

(الأنباء)