مطابق للمواصفات!
وهيب فياض
22 مارس 2018
عبارة مسجلة باسم الوزير المتميز وائل ابو فاعور، دخلت الى قاموس السياسة في لبنان، بعدما جعلها مطلقها رمزا لسيف الحق يشهر في وجه تجار الهيكل، وانتقلت من توصيف لصلاحية ما يقدم للمواطن في مجال الصحة العامة، الى توصيف عام دخل قاموس السياسة اللبنانية، فاستعمله كل السياسيين لتوصيف صحة او عدم صحة اي قول او موقف.
واذا كان ابو فاعور بما يمثل في السياسة قد كشف الحقائق وأضاف الى مفردات السياسة عبارة جديدة اصبحت قولا مأثورا، فليس غريبا على ما ومن يمثله، ان يلتزم قيادة وقاعدة بهذه العبارة، وخصوصا عند خوض الانتخابات وتسمية المرشحين وإعلان اللوائح، وهذا ما هو حاصل فعلا.
فرغم ما تضمنه قانون الانتخاب المسمى زورا قانون النسبية، من منحدرات للانزلاق الى تطييف اللوائح ومذهبتها باتجاه حصرية الزعامات ضمن طوائفها، للحد من بعدها الوطني، لصالح التقوقع ضمن دوائر تقسم المقسم وتشوه المشوه، وتمهد لإنشاء دوائر صافية الانتماء الديني والطائفي والمذهبي، لجعلها وكأنها ولايات طائفية متحدة، مستهدفة كل القامات الوطنية الجامعة والعابرة للطوائف والمذاهب والمناطق لذلك خرجت الترشيحات التي اعلنها تيمور جنبلاط، وبالتالي اللوائح الناتجة عن التحالفات، مطابقة للمواصفات بكل المعايير بوطنيتها، واتساع طيف تمثيلها، واختراقها لجدار العزل بين المناطق والطوائف والمذاهب، والتزامها بمن يجسدون ذلك قبل اي تحالف وبقيت مطابقة للمواصفات بتحالفاتها المتجانسة مع يتفقون معها وتتفق معهم على ثوابت أساسية في السياسة.
انها مطابقة للمواصفات في اختيار الأسماء ممن يشهد لهم بالنزاهة والكفاءة والإيمان بالقيم والخدمة العامة، وما أكثرهم بين صفوف انصارها، وكذلك في وفائها لتاريخ نضالي ليس أوله الجبهة الاشتراكية وثورة عام ثمانية وخمسين، ولا اخره ثورة الأرز.
انها مواصفات الاعتدال والوسطية، والوفاء لإنجازات جبهة النضال الوطني واللقاء الديمقراطي، ومواصفات الباب المفتوح لمن يرغب الانضمام اليه، من النواب الجدد، ومنهم بين المرشحين من يرغب ويستحق.
أيها المرشحون المنضوون تحت راية الوطنية في الدوائر التي ليس فيها للقاء الديمقراطي مرشحين أيها المنفتحون على الاخر العابرون بحكم ما هو معروف من تاريخكم الوطني لكل الحواجز التي صنعها هذا الزمن الرديء، لن تكونوا عندما يختاركم بالتفضيل من هم من طينتكم، قلة او افرادا منعزلين في زمن الائتلافات الانتخابية العجائبية، لان لكم من الصفات ما يجعلكم ضمن الكتلة المطابقة للمواصفات الى جانب من فتحوا طريق بيروت بعد الاجتياح، وطريق المقاومة إبان الاحتلال، ونحن نعرفكم من ثماركم، عسى ان تشكلوا مع من تتماهون معهم من نواب اللقاء الديمقراطي، ايا كان اسمه بعد الانتخابات، جسر عبور للنهوض بالوطن والمواطن من كبوة ضعف الدولة، سقطة هيكلها في مهاوي الفساد، وضياع هيبتها في دهاليز الشرذمة، في مشهد يذكر اللبنانيين بالجبهة الاشتراكية، في اخر ايام عهد الشيخ بشارة الخوري
اما المواطن الناخب فالفرصة متاحة له ليجعل صوته قيمة تضاف الى مواصفات دخول النائب الى الندوة البرلمانية، ومحضر ضبط يسطره في صندوق الاقتراع لمن ليس مطابقا للمواصفات.
(الأنباء)