تحالفات كسروان- جبيل… غرام وانتقام!

قد لا تكون المعركة في دائرة كسروان-جبيل الأكثر شراسةً مقارنةً مع دوائر أكثر حساسيّة وضبابيّة، ولكنها تَعدُ حتمًا بكسر عظمٍ مسيحي-مسيحي بعدما تداخلت التحالفات وولد منها غير المتوقّع وغدا حلفاء الأمس خصومَ اليوم وخصومُ الأمس حلفاء اليوم.

المعروف أن كسروان هي أحد أبرز معاقل التيار الوطني الحرّ، بيد أن القانون النسبي يهدّد هذا المعقل بخرقٍ لا يُستهان فيه. تلك الصورة الحذرة دفعت بالتيار الوطني إلى نسج تحالفاتٍ فاجأت الجميع تداركًا للخسائر الفادحة، فكانت النتيجة خمسة وجوه جديدة في كسروان تجمع بين الالتزام الحزبي والاستساغة الشعبيّة والوجود الإقطاعي. حُسِمت اللائحة جزئيًا وإن كان بعضهم ما زال يشكّك في تموضع منصور البون، خصم التيار الوطني طوال السنوات الماضية، والذي سيغدو اليوم أحد أركان تكتّل التغيير والإصلاح. المفاوضات مع البون لم تنتهِ بعد ولكنّ التفاؤل هو عنوان الساعات القليلة المقبلة. وإلى البون، يشكّل العميد شامل روكز رافعةً شعبيّة شأنه شأن “المدني المحبوب” زياد بارود والخدماتي نعمة افرام والملتزم روجيه عازار. تلك التوليفة فرضت التخلي عن وجهين أساسيّين في التيار هما النائبان جيلبرت زوين ويوسف خليل اللذين وجدا ضالتهما لدى غريم “التيار” في كسروان فريد هيكل الخازن المتحالف مع فارس سعيد وحزب الكتائب. وفيما كانت معوقات جمّة تحول دون ولادة اللائحة أهمها اعتراض الكتائب على ضمّ نائبين سابقين في تكتل التغيير والإصلاح إلى اللائحة وبالتالي مطالبته الاستعاضة عنهما بمرشّحين يقررانهما من آل زوين وخليل، عملت “الأنباء” أنّ الكتائبيين تراجعوا عن هذه النظرية بمسعى من الخازن بعدما وضعهم في صورة الأرقام وحقيقة الرفد الذي يمكن أن يشكله خليل وزوين للائحة من خلال رفع حاصلها الانتخابي.

هذا في كسروان، أما في جبيل فيبدو التنافس شرسًا بين ثلاثة اتجاهات، أحدها يُكمل لائحة البرتقاليين في كسروان، وثانيها يتفرّد فيه القواتيون معوّلين على شعبيّة رئيس البلدية السابق زياد الحواط، وثالثها يقودها فارس سعيد. وحده المقعد الشيعي ما زال يشكّل عقدة العقد بالنسبة إلى اللوائح كلّها حيث يغرّد حزب الله خارج سرب التيار الوطني من خلال مرشّحه حسين زعيتر، علمًا أن “التيار” يتّجه إلى ترشيح اسمٍ شيعي آخر، وسط توجّه لدى حزب الله إلى الاستفادة من مكانة الخازن بالتحالف مع المردة.

رامي قطار- “الأنباء”