أبو الحسن: سنحفظ المصالحة وسنكون بالمرصاد للفاسدين والسارقين

أكّد مرشح الحزب التقدمي الإشتراكي في دائرة بعبدا هادي أبو الحسن أن “اللقاء الديمقراطي، في ظل هذا القانون الإنتخابي لا يقف عند حدود العدد، بل يحاول من خلال هذه الإنتخابات أن يحافظ على التنوّع والشراكة في الجبل، بعيداً عن مكاسب ذاتية وآنية وخاصة”، وشدد على “رفض أية محاولة لتدجين الحزب أن تأطيره لحصره في منطقة أو طائفة”، وأكد ان “التحالف قائم مع تيار المستقبل و”القوات اللبنانية” في دائرتي “الشوف – عاليه” وبعبدا، ومع “المستقبل” في بيروت”، لافتاً إلى أن “التحالفات في دائرة البقاع الغربي – راشيا، ما زالت مدار بحث، في ظل التعقيدات بين القوات اللبنانية وتيار المستقبل”، ومؤكداً “اننا نحاول إيجاد الصيغة الأمثل للحفاظ على التحالف مع الرئيس سعد الحريري”.

وقال أبو الحسن في مقابلة مباشرة عبر قناة “الميادين” أن “الماكينة الإنتخابية لـ “التقدمي” تقوم بدراسة الوضع بكل دقة، من اجل توزيع الأصوات بشكل يضمن فوز العدد الأكبر من لائحته في دائرة الشوف – عاليه”، ولفت إلى أن “كل الانظار متجهة إلى الاستاذ تيمور جنبلاط وكل الآمال معقودة عليه وهو لديه القدرة أن يحمل هذه الأمانة بكل صدق وحرص وأن يثبت يوماً بعد يوم أنه أهل لهذه الزعامة ويستطيع أن يستمر بمستقبل واعد بإذن الله”.

ورداً على سؤال قال ان “القضية الفلسطينية قضية حيّة وما زالت وستبقى ولن تموت، وطالما هناك حقوق مشروعة للشعب الفلسطيني يجب النضال من أجل الحفاظ على هذه الحقوق واستعادة ما سلبه هذا الكيان الغاصب”، وتابع: وهذه القضية موجودة في وجدان ومبادئ ونهج وسلوك الحزب التقدمي الإشتراكي، كانت وستبقى ولن يتغيّر شيء”، وعن تعليقه على كلام تيمور جنبلاط عن المقاومة المسلّحة والثقافية والإجتماعية، أكد ابو الحسن أنه “ليس غريباً عن الحزب التقدمي الإشتراكي والمختارة هذا الكلام، خصوصاً ان المقاومة الوطنية اللبنانية أُطلقت من منزل المعلم الشهيد كمال جنبلاط في أيلول عام 1982″، مذكّراً بنضالات الحزب التاريخية في مقاومة العدوان الإسرائيلي إلى جانب الفصائل الفلسطينية”.

وعن سؤال حول موقف “التقدمي” من سلاح حزب الله وعن علاقته بالحزب قال: حزب الله مكوّن أساسي موجود وله كل تقدير واحترام عند الحزب التقدمي الإشتراكي وجمهوره. وهناك علاقة شبه يومية وتنسيق في الكثير من العناوين والملفات الداخلية. قد نتمايز مع الحزب في ما خصّ ملف واحد هو النظرة إلى القضية السورية، لكنّنا أخذنا القرار بتنظيم الخلاف والحفاظ على رأينا الثابت من هذه القضية.

وأضاف: سلاح حزب الله عنوان نقاش وخلاف بين اللبنانيين، ونحن مع إيجاد معادلة يجمع عليها كل اللبنانيين تؤدي في يوم ما وليس اليوم إلى استيعاب هذا السلاح بشكل تدريجي ضمن المنظومة الدفاعية اللبنانية، بما يؤدي إلى ردع إسرائيل ومنعها من التفكير بمحاولة الإعتداء على لبنان. وشدد على ضرورة “تقوية مؤسسات الدولة الأمنية والجيش تحديداً”.
وفي ملف التحالفات الإنتخابية، قال أبو الحسن أن “هذه التحالفات لا تعكس بدقة على الإطلاق التحالفات السياسية، بل هي تحالفات المصالح. وإذ أكّد “اننا لم ننجح بالوصول إلى توافق مع التيار الوطني الحر حول دائرة الشوف وبالتالي فرط عقد التحالف”، شدد على أنه “حق لنا أن نسمّي مرشحين من باقي الطوائف، وهذا الأمر واجب من أجل التنوّع. أما الذين يعيّروننا بهذا الموضوع فنقول أن التيار الوطني الحر أعلن لائحة مرشحين من كل الطوائف وهذا حق لا نعترض عليه. لكننا مع وحدة المعيار، فلا يجوز أن يمنعنا أحد من تسمية مرشحين من طوائف أخرى ويذهب هو باتجاه الأسلوب نفسه”.

وأضاف: ما ينطبق على دائرة الشوف – عاليه ينسحب على باقي الدوائر. وقد حاولنا مع كل القوى السياسية دون استثناء. وبالمناسبة هناك تشاور دائم مع الرئيس نبيه بري ومع الأخوة في حزب الله، وكنا قاب قوسين من هذا التفاهم، لكن ما عرقل هذا التفاهم هو عدم رغبة التيار الوطني الحر بالتحالف في دائرة الشوف – عاليه. وبالتالي كون الثنائي الشيعي سيكون على تحالف مع التيار الوطني الحر فهذا الأمر لم يسمح لنا بالتواجد على اللائحة نفسها. كان هناك محاولة للدخول في تحالف مع حزب الله وحركة أمل ومستقلين، لكن علمنا مؤخراً أنه جرى تجديد التفاهم في دائرة بعبدا بين حزب الله والتيار الوطني الحر، ونحن لا نرى نفسنا في هذا التحالف بسبب تعذّر التفاهم مع التيار الوطني الحر في الشوف – عاليه.

وعن التحالف مع “القوات اللبنانية” قال: سوف نحفظ المصالحة ولن نفرّط بها، والقوات اللبنانية شريك مسيحي دائم في الجبل ونتحالف معه في هذه الإنتخابات للتأكيد على المصالحة على وحدة الجبل وعلى العيش المشترك.

وتابع: العلاقة مع الرئيس نبيه بري تتعدى الإنتخابات النيابية. هناك حلف تاريخي استراتيجي بيننا وبين الرئيس بري له علاقة بموقع الرئيس نبيه بري الوطني والعربي، وهو صمام أمان في الحياة السياسية اللبنانية ويمثّل خط اعتدال، وهو شريك لنا في “الطائف” وفي كل المراحل الصعبة، ولن نفرّط بالتفاهم والتحالف مع الرئيس بري. والتحالف الإنتخابي لا يقتصر على دائرة بيروت الثانية بل ينسحب على دائرة حاصبيا – مرجعيون أيضاً. وفيما خصّ دائرة بعبدا، كان لدينا حرص شديد عبّرنا عنه مباشرةً مع الرئيس بري. لن نزعج الرئيس بري والثنائي الشيعي. ومن أجل الحفاظ على التنوع في هذه اللائحة ومن أجل بعض المسائل التقنية، سيكون معنا على اللائحة المرشح صلاح الحركة عن المقعد الشيعي.

وعن العلاقة مع “المستقبل”، قال أبو الحسن: بقدر ما نحرص على العلاقة مع الرئيس نبيه بري، نحرص على العلاقة مع الرئيس سعد الحريري الذي يمثّل خط اعتدال، والذي يحرص على “الطائف”، ونحن نوثّق العلاقة مع كل خطوط الإعتدال في هذا البلد للحفاظ على التنوع والوحدة الوطنية.

ورداً على سؤال حول تخوف “التقدمي” من تمتين العلاقة بين الرئيس الحريري والعهد الجديد، أجاب أبو الحسن بأن “ليس لدينا أي تخوف. لكن لا نستطيع أن نؤمن الإستقرار بعلاقات ثنائية أو ثلاثية. فالميزان السياسي في لبنان دقيق، ويجب الحفاظ على هذا التوازن وعدم الإستئثار من جانب أي فريق آحادي أو ثنائي أو ثلاثي ويجب عدم إقصاء أي فريق آخر”.

وفي سياق آخر لفت أبو الحسن إلى أنه “قد تكون هناك أخطاء كبيرة ارتُكبت من خلال الحكومات المتعاقبة في المرحلة السابقة، لكن يجب أن ننظر إلى الإنجاز الأساسي، إلى إعادة الدولة وإعادة اللحمة بين اللبنانيين، عودة المهجرين ومن ثم المصالحة”، وشدّد على أن “الأولوية بعد الإنتخابات يجب أن تكون لتصحيح الواقع الإقتصادي والمالي قبل فوات الأوان”، ورداً على سؤال حول النهج الوسطي للحزب، أجاب: في السياسة التي لها علاقة بالمسائل الخلافية، نحن وسطيّون. أما في المسائل التي لها علاقة بالمواطن اللبناني وبمالية الدولة وبالهدر والفساد، فنحن متطرّفون إلى أقصى الحدود وسنعيد إحياء برنامج كمال جنبلاط الإصلاحي وسنكون بالمرصاد لكل الفاسدين والسارقين. هكذا كنّا وهكذا سنبقى، ونفتخر بتاريخنا ونضالنا ولن نحيد.

(الأنباء)