في ذكراك: حفيدك تيمور يرسم المستقبل

صلاح ابو الحسن

تيمور جنبلاط انطلق مما قاله المعلم كمال جنبلاط من ان الغاية والهدف لأي عمل حزبي او سياسي، هو الإنسان الذي يبقى الغاية والأساس. فالعقائد والأيديولوجيات هي من اجل الإنسان و”لم يخلق الانسان لأجل العقائد ولأجل اختبارها عليه”. وليس صدفة تأكيد تيمور ان اولويته خدمة الناس.. وتلبية حاجتها في هذه الظروف الإقتصادية الصعبة وبعد ارتفاعها الى معدلات مخيفة.

ومن هنا، اعتبر ان الزعامة ليست “إرثا” بل خدمة الناس ولا تُبنى الزعامة من الأبراج العالية، بل من خلال العمل المباشر مع المزارعين والفلاحين والمهنيين والحرفيين والصناعيين والمثقفين ومع النُخب.. ومن كمال جنبلاط تعلمنا عبر المخيمات الكشفية والشبابية مساعدة المزارعين في مواسم قطاف التفاح والزيتون والمساهمة في “تعزيل” الأقنية قبيل فصل الشتاء ولا ننسى ان  المعلم ساهم معنا بيوم عمل عند بناء مدرسة رسمية في كفرفاقود. فالقائد هو الذي يتقدم الصفوف.. وكان يشبّه الجماهير بالأم الحنون التي تواكبك في مسيرتك كيفما اتجهت، ولذلك فالقائد هو “القدوة” وهو االمثال الأعلى.

لم نبدأ بالعمل السياسي الا بعد عمل اجتماعي مع الناس لسنوات.. وهذا ما عناه تيمور بأهمية الوقوف الى جانب الناس.. وخدمة الناس.. ومن هنا تُبنى “الزعامة”.. عندما قال: “الزعامة تحتاج الى جهد وعمل والبقاء الى جانب الناس ومساعدتهم فالزعامة هي خدمة الناس”..

وهو أكد أيضا، ان دار المختارة هو بيت وطني لبناني ومهمته الشعب، و”شرعيتي تمنحني اياها الناس”.. و”االدار” تعني ما تعنيه بالمفهوم الشعبي الجبلي و”السر” فيها انها محطة وبيت لكل من يرتادها وليست وقفا لبيت جنبلاط ولذلك يشعر قاصدها انه في بيته. ومن هذا المنطلق تتميز “الدار” انها ليست مجرد قصر فخم بل دارا حجارتها وحدها تحكي وتختصر تاريخ لبنان القديم والحديث.. ولم تكن يوما لفئة او طبقة من الناس بل لكل زائر.. فسيدها يلتقي فيها الفقير والمعوز والفلاح والمزارع والعامل وكل من “ليس على صدرهم قميص” وكذلك الوزراء والسفراء والرؤساء والملوك وزعماء العالم.. والعلماء والأدباء وكل فئات المجتمع.. ونادرا ما يزور زعيم او رئيس او ملك لبنان، دون ان يزور “المختارة”.. ويٌقال ان كل زائر لا يقصد “دار المختارة” وكأنه لم يزر لبنان..

في السياسة، اكد تيمور الثوابت التي هي من تاريخ المختارة وهي الحفاظ على الحريات السياسية والفكرية والإعلامية وعلى النظام الديمقراطي وعلى التنوع ضمن الوحدة.. وحرية الرأي والمعتقد.

وأكد على حماية “مصالحة الجبل” وقال انه بقدر افتخاره بـ”المصالحة” فانه يخجل من الاحداث التي حصلت بعد اغتيال كمال جنبلاط.. ولكنني ساساعد الناس على ان يحلموا كما كان يفعل كمال جنبلاط.. بوطن علماني لا طائفي و”سأربي اولادي على حب الآخر والعلمانية وان الدين موضوع شخصي بين الانسان والله”..

كما أكد انه لن يصوّت ضد اي قرار يتعلق بالعدالة في قضية الرئيس الشهيد رفيق الحريري.. ولن يزور فلسطين ما دامت تحت وطأة الاحتلال، وسلاح حزب الله يبحث على طاولة الحوار بهدوء وانا مع المقاومة الثقافية.. اما “زيارة سوريا فهي غير واردة، بشار الاسد قتل نصف شعبه والحرب لا تزال مستمرة”.

يبقى ان نقول ان ما قلته في اربعين المعلم ان لديك “أستاذ كبير هو وليد جنبلاط”.. ونحن تعتز اننا تلاميذه كما اننا تلاميذ المعلم الكبير كمال جنبلاط..

ولمن نسي او تناسى نذكره، ان وليد جنبلاط حمل راية العمل الوطني والفلسطيني والعربي لكنها راية “مغموسة” بدم كمال جنبلاط ومشى بها لواحد واربعين سنة وقادنا من انتصار.. وكان الإنتصار الأكبر انه سامح  المجرم المجهول – المعروف، ولكنه لم ينس ولن ينسى.. وترك الثأر للأرادة الإلهية.. وأصاب تيمور عندما قال “الثأر لكمال جنبلاط يكون ببناء وطن”.

اما لماذا سامح؟؟ فكان يقول الحفاظ على الجبل واهله الأوفياء والمخلصين والصادقين، والحفاظ على عروبة يتقدم كل شيء آخر.. نعم، وليد جنبلاط تحمّل ما لا تتحمله جبال!!

وبعض من انتقد تكراره وتركيزه على “خدمة الناس” فهذا يعود الى ما يسمعه يوميا من تذمر الناس من غياب الدول وعدم تحملها مسؤولياتها في مجالات التعليم والصحة وتأمين السكن والدواء ومعالجة الأزمات الناتجة عن البطالة وتفشي الفساد في كل مؤسسات الدولة..

ولكن علينا الإعتراف انه في المقابلة التلفزيونية كان عليه عدم إغفال الملف السياسي وهناك تساؤلات كثيرة خاصة في أوساط الشباب مثل:

– لماذا وافقنا على قانون إنتخابات ونحن نقول عنه أنه سيء؟؟

– لماذا وافقنا على انتخاب ميشال عون رئيسا؟

– لماذا وافقنا على قانون انتخابات نيابية لا يُسمح لنا فيه باختيار نوابنا كما نريد؟

– لماذا الزامنا بالتصويت للإئحة هجينة؟

– اين المؤسسات والمعامل والمصانع والمؤسسات التي تستوعب خريجي الجامعات والمهنيين والحرفيين؟

– لماذا فرض نواب علينا لا يستمعون الى شكوانا ولا يتواصلون معنا ولا يجيبون على هواتفهم بل يخدمون الخصم قيل الصديق؟

– وحده الرئيس وليد جنبلاط يرد علينا اذا هاتفناه او راسلناه فهل هم أهم وأكثر انشغالا منه؟

الأسئلة كثيرة وهذا يفترض يا رفيق تيمور إعتماد ألية عصرية ما للتواصل مع الناس إضافة الى سبت المختارة وثلاثاء كليمنصو.. وشكرا الرفيق تيمور.. وتحية لكل طموحاتك الواعدة.