هل تخذل دائرة صيدا-جزين تقاربَ “المستقبل” و”التيار”؟

تكاد دائرة صيدا-جزين أن تحتضن المعركة الأكثر شراسة بين الدوائر الخمس عشرة رغم أن دوائر أخرى تعد بتنافس صاخب. اليوم ما يميّز هذه الدائرة عن سواها من الدوائر ينطوي على ثلاثة عناصر رئيسة: أولًا ضبابية التحالفات عشية إقفال أبواب إيداع اللوائح خلافًا لباقي الدوائر التي باتت فيها الصورة التحالفية واضحة وشبه محسومة. ثانيًا النسيج الطائفي المتكافئ تحديدًا بين السنّة والمسيحيين وبالتالي تقارب الأصوات الطائفية الوازنة بين قضاءي صيدا وجزين مع أفضلية “رقمية” للأولى إلا إذا خذل الصيداويون نائبَيهم وخفضوا نسبة الاقتراع لصالح جرف مسيحي اقتراعي في جزين. ثالثًا، رمزية سياسية تكتسبها الدائرة كون صيدا أحد المعاقل المهمة لتيار المستقبل وجزين أحد المعاقل الرئيسة للتيار الوطني الحر، فيما يشكل الصوت الشيعي بيضة قبان صريحة.

أمام هذه العناصر الثلاثة وأهمية هذه الدائرة للمستقبليين والبرتقاليين، يبدو التحالف بينهما الخيار الأكثر استراتيجية لرفع الحاصل الانتخابي في وجه لائحة مدعومة شيعيًّا وتضمّ أسامة سعد وابراهيم عازار الذي يحظى بدعم كبير من الرئيس نبيه بري وسيشكل له رافعة وازنة في الانتخابات. وعليه، علمت “الأنباء” في هذا المجال أنّ المفاوضات بين “المستقبل” و”الوطني الحر” شارفت على نهايتها وسط اقتناع “فصامي” داخل التيارين. فهناك من يقول أن التحالف ضرورة كي تحصد اللائحة ثلاثة حواصل، فيما يؤمن آخرون بأن الفراق هو الخيار المنتصر بعدما وصل النقاش إلى حائط مسدود. وفي هذه الحالة ستكون الخسارة واقعة على الطرفين. بناء عليه، يضع التيار الوطني لمساته الأخيرة على تحالف مع عبد الرحمن البزري والجماعة الإسلامية من شأنه أن يمنح اللائحة حاصلين فيما يسعى آل الحريري إلى رسم خيار ربع الساعة الأخير بلائحة من فاعليات جزينية حظوظهم معدومة.

وفي هذا المجال بات جليًّا أن المقعد الكاثوليكي هو العقدة حيث يرفض التيار الوطني التخلي عنه هباء فيما يصر “المستقبل” على تعويض خسارته المفترضة لمقعد سني في صيدا بمقعد في جزين. ووفق معلومات ل”الأنباء” يتدخل الرئيس سعد الحريري شخصيًّا ومباشرة مع الوزير جبران باسيل لإنقاذ التحالف في وجه الثنائية الشيعية على أن يكون ثمن تنازل أحد الطرفين مقعدًا آخر في دائرة أخرى ولو أن الأمر بات صعبًا وضاغطًا بحكم اقتراب انقضاء المهل القانونية وتبلور صورة اللوائح في باقي الدوائر…

رامي قطار – “الأنباء”