“كمْ ذا يكابِدُ بعدَكَ القلمُ” / بقلم ماجد طعمة

“كمْ ذا يكابِدُ بعدَكَ القلمُ”
أقْبِلْ علَيْنا
سيّدي.. هزُلتْ
أوضاعُنا
ضاعَ منَّا
الفِكْرُ والحُلُمُ
أقبِلْ..هَرِمنا
بعدَ صحوتِنا
أوراقُنا ذبُلتْ
قد مسّها العَدَمُ
صفوفُنا شتَّى
والحِقْدُ مُلتئِمُ
تُهنا وتاهَتْ
في الأنا ذِمَمُ
تقدَّم الرَكْبَ
مَنْ في عقلِهِ عَفَنٌ
تَمكّنَ الجُبْنُ منَّا
واستشرى بنا السَقَمُ
صالوا وجالوا
خالوا أنّهم بشرٌ
كَثُرَ الذِئابُ
وظنّوا أنَّنا غَنَمُ
أقبِلْ بهامَتِكَ
السَمْحاءِ
يا جَبَلًا
خجِلتْ من
تواضُعٍهٍ
الآفاقُ والقِمَمُ
أَقبِلْ ..
بفِكركَ الفذِّ
صِغْنا مجدَ موطِنِنا
كمْ ذا يكابدُ
بَعْدَكَ القلمُ
تسيَّدَ الجهلُ
في أرجائِنا وغدا
الحرُّ منبوذًا
ويحكمُ بيننا قزمُ
لا يأمَنُ الأحرارُ منّا
حين يحكُمُنا
رهْطُ الزرازيرِ
فيما الحرُّ منهَزِمُ
أسَفي على من
أضاعوا مجدَ أمتِنا
من كان يحميها
الباروكُ والهَرَمُ.

(الأنباء)