عودة لبنان الى مؤتمرات الدعم الدولية… فما الثمن؟

بعد سنوات طويلة مرت على آخر مؤتمرات الدعم الدولية التي عمل عليها آنذاك الرئيس الشهيد رفيق الحريري، يعود لبنان اليوم الى هذه المؤتمرات من بوابة مؤتمري روما وباريس، وعلى جدول اعمالهما خطط ومشاريع تنموية في البنى التحتية اللبنانية وفي مختلف القطاعات، هذا بالاضافة الى دعم الجيش اللبناني والاجهزة الامنية.
تأتي هذه المؤتمرات في مرحلة حرجة جدا من تاريخ لبنان، لا بل قد تكون المرحلة الاصعب اقتصاديا وماليا، وتكاد ترقى الى مستوى الازمة في ظل العجز المتراكم في موازنته وانفاق مبالغ طائلة على خدمة الدين العام وعلى عجز قطاعات ينبغي ان تكون قطاعات منتجة كالكهرباء.
تأتي هذه المؤتمرات فيما العداد لم يتوقف بعد وفي كل سنة يصبح المؤشر اكثر خطورة من قبل.
لا بد من النظر الى هذه المؤتمرات بإيجابية، طبعا، الا ان الاستحصال على قروض دولية بفوائد مخفضة من دون القيام باصلاحات بنيوية جذرية هو بمثابة تكريس واقع الدولة المديونة والفاشلة.
فالمطلوب اتخاذ خطوات جريئة جدا بوقف الهدر والفساد في الدولة، ووقف عداد الدين، ومعالجة ازمة الكهرباء بالتوازي مع الالتزام بالقروض الجديدة.
فلكل من لا يعلم، فان مؤتمرات الدعم هذه ليست بكاريتاس ولا تقدم هبات للبنان، انما لبنان سيعود وفي عهدته مليارات الدولارات ديون مستحقة للدول الداعمة، فهل هو قادر على تحقيق نقلة نوعية والايفاء بالتزاماته؟ ام انه سيبقى محكوم بالدين وخدمته؟
المحرر السياسي – الانباء