تيمور جنبلاط… #المختارة_الوطن

يستبق تيمور جنبلاط مقابلته الاعلامية المرتقبة الليلة الخميس عبر برنامج كلام الناس على شاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال بموقف حكيم يؤكد نضجه المتفوق على سنه حين يخاطب اندفاع الرفاق بروية وهدوء مغرداً”: “‏أتوجه إلى الرفاق والمناصرين بالتحية وأطلب من الجميع التقيد بالنظام العام خلال الحلقة التلفزيونية  وعدم التجمع في الساحات وإقلاق الراحة العامة. مع محبتي وتقديري لدعمكم”.

ولقد وحد وجهة التفاعل عبر مواقع التواصل الاجتماعي لمواكبة إطلالته عشية الذكرى الواحدة والاربعين لجده القائد الشهيد كمال جنبلاط، بوسم أعلنه #المختارة_الوطن، وكأنه يختصر بعمق هذا الوسم المؤلف من كلمتين مسيرة العائلة التاريخية من السلف الى الخلف ومحطاتها النضالية من الجد إلى الحفيد مؤكدا على مساحة الانفتاح والتفاعل الوطني الذي كسر التقوقع الطائفي والمذهبي على مدى عقود قاربت القرن من النضال لم تخرج فيها قادتها عن الخط الوطني العروبي رغم كل التحديات..

لن نغوص في مدلولات الوسم فالتاريخ شاهد والاداء هو الحكم، لكن المهم هو العنوان العريض لهذه الاطلالة  كما اعلنها الزميل مرسال غانم عبر الترويج لموعد الحلقة كاتبا: ‏”تيمور جنبلاط في اول اطلالة تلفزيونية، اي مستقبل يرسمه للشباب وللجيل الجديد؟
بماذا يعد وماذا سيقدم لتطوير العمل السياسي والمحاسبة في البلد؟؟

هذه العناوين، تطرح بحد ذاتها مسيرة عمل طويل الى مستقبل سيرسمه بأداء ربما سيكون اكثر من المتوقع..

فالذين يعرفونه عن قرب يراهنون عليه بمستقبل سياسي رائد سيأخذ نضال العائلة لرحاب الشباب بفريق عمل يخاطب تطلعاتهم ويواكب حاجتهم لتطوير المؤسسات الاقتصادية ومحاربة الفساد، وتعزيز استثمارات المغتربين والتفاعل مع الطاقات اليافعة التي تواكب انطلاقته كشاب طموح عميق، قليل الكلام وكثير الإصغاء حسبما يصفونه.

وفي ذات السياق، يربط البعض بين عمق شخصيته وثقافة واطلاع جده، بينما يفضّل البعض انتظار ممارسته العملية ليطلق الاحكام..

دخل جنبلاط الشاب مؤخرا لنادي التويتر وقسم ادارة التغريدات بتنسيق بينه وبين والده الذي أعطى بعداً آخر للعمل السياسي في لبنان منذ استلامه القيادة مرورا بالمحطات المفصلية وصولا لتغريداته التي شغلت الوسط الاعلامي والسياسي اللبناني العربي والدولي…

فهل سيكون مؤثرا وفاعلا بقدر والده؟ انه السؤال المطروح عشية استعداده للعمل النيابي، لكن، مهلا! دعونا لا نستبق الاحكام بمطالب تحمله وزر اخطاء الحقبة اللبنانية السابقة..، دعونا نراقب توجهاته بواقعية وعقلانية، فمن الظلم ان نطالبه بالحلول كمن يحمل
العصا السحرية.. وعلينا ألا ننتظر منه انجازات سريعة..

فعلى تيمور جنبلاط ان يثبت نفسه، هكذا يقول والده المخضرم في السياسية والمميز في واقعيته، وهو في تعبيره هذا يقول للجميع: لا تقارنوا تيمور بشخصيتي وادائي، خاصة حين يصرّ على وصف مرحلة استلامه للحكم بالمريرة!

وبما أن اطلالته الليلة ستكون استثنائية بعد يوم استثنائي بساعاته المعجوقة بتغريدات المناصرين والرفاق الذين يسابقون الوقت الممل في انتظار ظهوره على الشاشة الفضية.. لا شك ان الاحكام ستتشعب، وربما ستخيب بعض الآمال الحالمة في انتظار المزيد من الوعود..

لكن، في المحصلة، ورغم “كلام الناس”، فإن تيمور وليد جنبلاط لن يكون الا نفسه،.. فالليلة ستكون بداية تواصله الاعلامي المباشر مع اللبنانيين جميعا، رغم اعتياده على مواكبة هموم الناس ومشاكلهم لفترةٍ طويلة في دارة المختارة المفتوحة ابوابها للمساعدات والخدمات منذ نعومة اظافره،.. وقبل ولادته بحقبات..

الليلة سنشاهد تيمور الاتي من حقبة نضال، والشاب الذي حمل على عنقه امانة فلسطين القضية والوصية في اليوم التاربخي في التاسع عسر من آذار الماضي..

إنه الشاب الذي نتوقع منه مفاجآت لكن بطروحات واقعية.. فلا تنتظروا وعودا تشبه أضغاف الاحلام..

الليلة سينطلق تيمور جنبلاط بقيادة المرحلة نحو حقبة جديدة من النضال.. بينما سيحاكي بنضاله المرتقب عمق وابعاد الوسم #المختارة_ الوطن.

هلا ابو سعيد- “الأنباء”