تراجعت حظوظ التحالف القواتي المستقبلي في أكثر من دائرة. كل الإيجابيات التي بنيت على أساس زيارة الرئيس سعد الحريري إلى المملكة العربية السعودية، تبددت بعض الشيء، في ظل انسداد أفق التحالف بين المستقبل والقوات. وهذا ما يترجم في تباعد قواتي مستقبلي في عدد من الدوائر، خاصة في زحلة، بحيث تبلور التحالف بين القوات والكتائب، على أن ينسحب إلى كسروان جبيل. تعتبر القوات أن الرئيس سعد الحريري، مستعد للتضحية في التحالف معها لصالح تعزيز تحالفه مع التيار الوطني الحرّ. فيما التحالف بين القوات والمستقبل، اقتصر حتى الآن على دائرة بعلبك الهرمل، والشوف عاليه، وبعبدا.

أساس الإشكال بين القوات والمستقبل، تركز حول دائرة زحلة، إذ أن القوات رفضت الإنضمام إلى تحالف المستقبل مع الكتلة الشعبية بقيادة ميريام سكاف، فيما هناك من يعتبر أن طرح الحريري هذا كان مناورة، إذ يعلم أنه لا يمكن للقوات أن تسير بهذا التحالف، وهو لجأ إلى ذلك لأنه كان قد أبرم توافقاً مسبقاً مع التيار الوطني الحرّ وحزب الطاشناق في هذه الدائرة، وهذا التحالف قضى بترشيح المستقبل شخصين عن المقعد السني والشيعي، مقابل حصول التيار الوطني الحر على المقعد الماروني بترشيح سليم عون، وبالتحالف مع ميشال سكاف وميشال ضاهر عن مقعدي الروم الكاثوليك وترشيح أسعد نكد عن المقعد الأرثوذوكسي. وتعتبر المصادر أن الحريري لا يريد الخروج عن هذا التحالف، وهذا ما أوقع الشرخ مع القوات في دوائر أخرى.

وكذلك، يمتد الخلاف المستقبلي القواتي إلى دائرة أساسية أخرى، هي بيروت الاولى، بحيث يوافق المستقبل على التحالف مع مرشحي التيار الوطني الحر، ومن بينهم مسعود الأشقر، الأمر الذي ترفضه القوات بشكل قطعي، وتفضل التحالف مع النائب نديم الجميل لعدم إقفال بيت بشير الجميل. وهذا أيضاً ما أسهم في التقارب الكتائبي القواتي في هذه الدائرة، بمواجهة التحالف المستقبلي العوني.

في المقابل، تشير مصادر متابعة إلى بوادر عودة التقارب الإنتخابي بين حزب الله والتيار الوطني الحرّ، وتشير إلى أن اولى بوادر عودة التيار إلى حضن حزب الله انتخابياً، تتجلى في دائرة الشوف- عاليه، حيث للحزب مشاركة قوية في التصويت، وبالتالي فإن الاتصالات حالياً تتركز على التفاهم مع الحزب الديمقراطي اللبناني على تسمية المرشحين في هذه الدائرة، بحيث لا تزال بعض التفاصيل عالقة، لا سيما على أحد المقاعد الدرزية في الشوف، والمقعد الأرثوذكسي في عاليه.
ربيع سرجون – الانباء