هلّلي للخيرِ يا دُنيا الغدِ

يا هُدى التائِه يا غيثَ الصدي

هذه روحي فدىَ، هذي يدي

فالدُنى تبدو لنا

للأماني مجتنى

وابسُمي للنورِ يا أرضَ الفدا

هانَ في ليلِ الظلماتِ الردى

نحن لن نَرضى بأن نُستعبدا

إنما الكونُ بِنا

قوةٌ تطوي الفَنا

ليس للخيِّر حدّ

لا يُرى حرٌ وعبد

إننا نبغي الدُنى

من صلاحٍ وسَنا

…………………….

أظلَمَ الكونُ وسادتنا الشرورْ

فلنثِبْ نبني وللحقِ نثُـور

ونروّي بأمانينا الدهور

ونرى الفَقرَ غنى

فنُضيءُ الزمنا

في الصراعِ الحقِّ في دُنيا الجهاد

لا ترى فينا سوى هادٍ وفادي

يرخصُ الموتُ لفتيانِ المبادي

وعلى عَصفِ القنا

يُزهرُ العمرُ بنا

كلُّ أرضٍ لنا مَهد

ليس للخيِّر حد

لا يُرى حرٌ وعبد

إننا نبغي الدُنى

من صلاحٍ وسَنا

…………………….

مصنعُ العاملِ: فكرٌ وذراع

قوّةٌ تجمعُ للزندِ اليَراع

قد بريناها سلاحاً في الصِّراع

فإذا العُمرُ جنى

من يقينٍ ومُنى

وشَحَذنا للحقولِ المنجلا

وأسلنْا للغراسِ الجدولا

واتخذنا كلَّ قَطرٍ موئلا

ونسينا الوطنا

فعرفنا الوطنا

كلُّ أرضٍ لنا مَهد

ليس للخيِّر حد

لا يُرى حرٌ وعبد

إننا نبغي الدُنى

من صلاحٍ وسَنا

………………….

فاشدُدْ الكفَّ بكفيّ يا رفيق

ومضةُ الإيمانِ تجري في العروقْ

عبَّأوا الشرَّ على طولِ الطريقْ

كلما طالتْ بنا

زادَ عَزماً عزمُنا

بالهُدى بالعزمِ نجتازُ الخطوبْ

والأذى نلقاهُ بالثغرِ الطروب

هكذا نمضي لتوحيدِ القلوب

فنرى الدنيا لنا

مسرحاً وموطنا

كلُّ أرضٍ لنا مَهد

ليس للخيِّر حد

لا يُرى حرٌ وعبد

إننا نبغي الدُنى

من صلاحٍ وسَنا

………………….

نحنُ عُربٌ من تراثٍ لا يُباحْ

وطنٌ يجمعنا عَبرَ الكِفاح

نلتقي فيه على الدنيا إنفتاحْ

وعلى وحدتنا

نهضَت أمتُّنا

وتعالوا هوذا الدربُ: نسيرْ

قُدُماً يُلهبنا شوقُ المصيرْ

نلتقي في وحدةِ الكونِ الكبير

حيثُ نغدو كُلّنا

وحدةً تجمعنا

كلُّ أرضٍ لنا مَهد

ليس للخيِّر حد

لا يُرى حرٌ وعبد

إننا نبغي الدُنى

من صلاحٍ وسَنا

 

*نظم كامل العبدالله