وحدة الجبل

المحامي وليد صفير

أتساءلُ، وبصفتي مواطنًا شوفيًّا بلدتي دير القمر وموطني لبنان:

  • ألا تستحقُّ وحدةُ الجبل الشّراكةَ الانتخابيّة الكاملةَ؟وتجنُّبَ المنافسة؟؟؟
  • ألا يستحقُّ مواطنُ الشوف وعاليه راحةَ البالِ والابتعادَ عن التشنُّجاتِ الانتخابية؟؟؟
  • أليست الشّراكةُ أرقى من المنافسة؟؟؟

عندما طرحَ رئيسُ الحزبِ التقدّميّ الاشتراكيّ، وليد جنبلاط،مبدأَ الشراكةِ، فذلك لأنّه كان وما زالَ على قناعةٍ بأنّها تُؤدّي إلى التّوازنِ وتُريحُ المِنطقةَ والمواطنينَ وتخلقُ أجواءَ الألفةِ والتقاربِ، كما تتناسبُ ومبدأَهُ الأساسيَّ وخِياراتِه لجهةِ ترسيخِ المصالحةِ وتثبيتِها واستمراريّتِها وترسيخِ مبدأ الشّراكةِ الكاملةِ، حيثُ نحنُ بحاجةٍ ماسّةٍ إليها وإلى تطبيقِها في يومِنا الحاضرِ نظرًا إلى ما يُحيط بلبنان من أوضاعٍ خطيرةٍ.

  • الشّراكةُ الحقيقيّةُ والتقاربُ والعيشُ الواحدُ والوحدةُ في الجبلِ…أليستْ كلُّها عناوينَ تستحقُّ التّضحيةً من بعضِ المرشّحينَ المولَعينَ بخوضِ المعاركِ الانتخابيّةِ لهدفٍ واحدٍ ألا وهو تحقيقُ شهرتِهم الذاتيّةِ، فارضين أنفسَهم على أحزابِهم ومحاولينَ استغلالَ قياداتِهم من أجلِ ظُهورِهم. معَ العلمِ والتّأكيدِ بأنّ هؤلاء المرشّحينَ لا يشكّلونَ أيَّ حيثيَّةٍ دونَ أحزابِهم ولا حجم سياسيّ لهم،وهذا مَعلومٌ من القاصي والدّاني… ألا تستحقُّ الشّراكةُ والمصالحةُ في الجبلِ أنْ نَحميها مِنْ مرشّحينَ كهؤلاء،يخوضونَ غمارَ المعركةِ الانتخابيّةِ والمنافسةِ، على حسابِ مصلحةِ الجبلِ والمصالحةِ فيه، سيّما وأنّ ترشُّحَهم لن يُغيِّرَ شيئًا في النّتائجِ الانتخابيّةِ، إنْ جرت بالمنافسةِ أو بالشّراكةِ؟؟؟
  • إنّما يبقى الفارِقُ الإيجابيُّ في ما تُحقّقُه الشّراكةُ والتحالفُ من ودٍّ وتقارُبٍ وانفتاحٍ وألفةٍ بين المواطنينَ والناخبينَ، بدلاً منْ منافسةٍ تُشيعُ التشنُّجَ بين النّاسِ وتُرهقُهم وتُرهقُ الأحزابَ. ألا تستحقُّ الألفة والتّقاربُ والانفتاحُ تجنُّبَ المعاركِ الانتخابيّةِ والعناءَ، كي تتضافرَ الجهودُ من أجلِ الإنماءِ والتقدُّمِ بدلاً من التّفرقة؟؟؟

لذا لا بدَّ من مناشدةِ الكنيسةِ وكافّةِ المراجعِ الدينيّةِ،للعملِ بجهودٍ جبّارةٍ من أجلِ تحقيقِ الشّراكةِ الانتخابيّةِ في الشوف وعاليه.

كما نناشدُ العهدَ، وهو الحريصُ على المصالحةِ والعيشِ الواحدِ ووحدةِ الجبلِ ووحدةِ لبنانَ، وهو الملتزمُ بلبنانَ الرّسالةِ والشّراكةِ الكاملةِ، أنْ يسعى إلى تحقيقِ هذه الشّراكةِ في الجبلِ ولاسيّما (الشوف وعاليه).

كما نناشدُ أيضًا قياداتِ الأحزابِ ألاّ تنصاعَ إلى ولَعِ المرشّحينَ، وأن تضعَ حدًّا لهوسِهم وتدفعَهم نحوَ التّعقُّلِ من أجلِ ترسيخِ الشّراكةِ الحقيقيّةِ في الجبل.

يبقى القولُ إنّه مهما أدّتِ الشّراكةُ إلى خسارةِ بعضِ المقاعدِ في الانتخاباتِ، إلاّ أنّها تبقى أفضلَ منَ الفوزِ المصحوبِ بالتّشنُّجِ وتعبئةِ النُّفوسِ والشّحْنِ الطّائفيِّ وضَرْبِ مبدأِ الشّراكةِ في الجبل.

*عضو مجلس قيادة الحزب التقدمي الإشتراكي