في “الانباء”: هذه معالم التحالف بين القوات و”المستقبل”

تواصلت الاتصالات خلال اليومين الماضيين بين تيار المستقبل والقوات اللبنانية. وخلال اجتماع عقد مساء الخميس لكوادر المستقبل مع الرئيس سعد الحريري، تم وضع ملامح التحالف للمستقبل في كل لبنان. وهذا الأمر سينقله الوزير غطاس خوري إلى رئيس القوات سمير جعجع في معراب خلال الساعات المقبلة. حتى الآن، تواجه القوات صعوبات في عدد من الدوائر، أبرزها كسروان- جبيل. في قضاء جبيل تعتبر القوات أنها قادرة على إيصال زياد حواط إلى الندوة البرلمانية، بشرط توفير الحاصل الانتخابي. ما يحتاج إلى لائحة قوية في كسروان لا يزال القواتيون غير قادرين على توفير عناصرها. ويستبعد القواتيون إمكانية الخرق في كسروان، إذا لم يتحالفوا مع قوة رئيسية قادرة على تجيير أصواتها لهم. وهذه مشكلة أساسية ستواجهها القوات في الدائرة التي تعتبر أساس التمثيل المسيحي.

تصرّ القوات على البحث عن تعويض في دوائر أخرى، وهي قد أعادت تفعيل التواصل مع ميشال معوض في زغرتا، خصوصاً أن دائرة الشمال الأولى، تمثّل أيضاً معركة رئيسية بين كل القوى والأحزاب المسيحية، وهي دائرة معركة رئاسة الجمهورية، إذ تضم ثلاثة مرشحين للرئاسة، سمير جعجع، سليمان فرنجية وجبران باسيل. ووفق المعطيات، فإن كل طرف مسيحي سيخوض الانتخابات منفرداً فيها، فيما الجميع يراهن على أصوات المستقبل الذي لديه نسبة عالية من الناخبين.

منذ يومين، تفعّلت الاتصالات بين القوات وميشال معوض، وقد أرسل القواتيون عرضاً لمعوض لدعمه في زغرتا، ولتوفير فرص خرقه، مقابل انضمامه إلى كتلة القوات. لم يمانع الرجل بحسب المعلومات، لكنه سيردّ الجواب خلال ساعات. ومن خلال هذه الاتفاق، تعتبر القوات أنها ضمنت خمسة مقاعد في هذه الدائرة من أصل 10. فيما ستكون قادرة على خوض معركة على المرشح السادس، وهي تحتاج إلى أصوات المستقبليين.

تتفاوت الأجواء المستقبلية في كيفية التعاطي مع هذه الدائرة. ففيما تلفت مصادر متابعة إلى أن الرئيس الحريري أعطى وعداً لباسيل بدعمه لتوفير فوزه، هناك من يسأل إذا ما غيّرت زيارة الحريري السعودية حساباته. وهناك من يشير إلى أن المستقبل قد يلجأ إلى توزيع أصواته بالتساوي، بين القوات التي سيمنحها أصواته في الكورة، وتيار المردة الذي سيمنحه أصواته في زغرتا، والتيار الوطني الحر بحيث يمنحه أصواته في البترون. في المقابل، ثمة من يرى صعوبة لدى المستقبل في إقناع جمهوره في توزيع أصواته، لأن ذلك سيعكس حجم الضياع في الخيارات السياسية.

وبانتظار آخر نتائج المفاوضات بين المستقبل والقوات، يبرز جو قواتي إيجابي تجاه الحزب التقدمي الإشتراكي، إذ يشير قيادي قواتي لـ”الأنباء” أن مبادرة النائب وليد جنبلاط وحرصه على المصالحة في الجبل وعلى الشراكة مع المسيحيين، وجرأته في اتخاذ موقف، أدى إلى كسر الحصار الذي كانت أطراف أخرى تسعى لفرضه على القوات، وهذا لن ينعكس فقط على دائرة الشوف عاليه والمتن، بل يمتد ايضاً ليطال دائرة بعبدا، خاصة أن موقف الإشتراكي، سيحقق للقوات نتيجة أساسية بإيصال نائب لها عن هذه الدائرة هو الياس بو عاصي.

*ربيع سرجون – “الانباء”