انسحبوا ولم ينسحبوا

د. وليد خطار

نستذكر في هذه الأيام وقد اقترب موعد انسحاب الجيش السوري، من لبنان انسحاب الجنود والأسلحة والمواقع ولكن النهج لم يتغير.

ان هذا النظام يتربص علينا بكل مفاصلنا،بهواؤنا، وماؤنا، وحريتنا، وطعامنا، وقرارنا، انه لا يزال يربض على صدورنا، يثبت أدواته، ويرسخ تعاليمه، ونكون بالنسبة له مكانا جيدا للتجارب.

تركيب الملفات اُسلوب اشتهر به نظام دمشق، والتهمة جاهزة العمالة مع اسرائيل. أخر الإنجازات ملف الحاج عيتاني، كيف اكتشفت هذه الفضيحة لا أدري تفاصيلها، ولكني أعلم جيداً ان الاستهتار بلغ حدا لا يُطاق، ان المسؤول الأمني عن جرائم المعلوماتية، يركب ملفا معلوماتيا عن احد المواطنين فنان يدعى زياد عيتاني. بعد التوقيف والسجن والتشهير يكتمل المشهد بالاعتذار.

وقاحة واجرام وعمالة واستهتار بحق المواطن، في العيش الكريم في ظل دولة القانون والمؤسسات.

لا قانون عندنا، ولا مؤسسات تحمينا، بل مزيج غريب من التعاطي المتآمر اللامسؤول، على الوطن والمواطن.

نستذكر بالماضي القريب، كيف ان وزير سابق برتبة عميل لنظام دمشق، يتجرأ على ادخال متفجرات بقصد ضرب السلم الأهلي، بتفجيرات مدروسة لزعزعة الأمن وتفجير الوضع، من قبل نظام الممانعة والصمود والتصدي، نظام القتلة بالسحل والبراميل الكيماوية، وبرفقته احد اهم قادة الأجهزة الأمنية، الذي ترك بصمات ساطعة في مرحلة معينة من تاريخ لبنان، ويهيئ اليوم من قبل نظام دمشق لاستلام الرئاسة الثانية.

أيعقل هذا في هذه المزرعة التي تسمى وطناً، أيعقل ان كل المسؤولين المرتبطين بنظام القتل في دمشق، يصبحوا رؤساء ونواب ووزراء، ينفذون مؤامراتهم بسيف القانون، المسلط على رقاب المواطنين.

نعم، الى اين سنصل في ظل هذا الواقع المقرف ولا تفاؤل في ظل قانون مسخ للإنتخابات.

اسمع بالإنتداب الفرنسي وقبله الاحتلال واقرأ عن تلك المرحلة وأتمنى ان يعيدوا تأهيلنا لنتعلم منهم الحضارة والرقي واحترام الانسان وحريته وتأمين عيش كريم له في ظل نظام يعتمد على مبادئ الحرية والاخاء والمساواة.

نعم، لقد برهنا بالدليل القاطع اننا شعوب يلزمها اعادة تأهيل على الأقل لنستطيع تظهير طبقة سياسية واعدة غير مرتبطة الا بمصالح المواطنين تنفذ القانون العادل وتحمي الاخيار وتحاكم الاشرار.

طبقة سياسية غير مرتبطة الا بهذا الوطن السرمدي تحافظ عليه من حروب الآخرين على ارضه تحميه من الإخوة الأعداء ومن المواطنين العملاء طبقة سياسية تستطيع المثول امام شعبها وتقول قمت بواجبي وتكون حقا قد أدت واجبها.

*عضو مجلس قيادة الحزب التقدمي الإشتراكي

اقرأ أيضاً بقلم د. وليد خطار

غوانتنامو رومية وملحقاته

هل تأخذ النقابات دورها؟

إنتخابات نقابة أطباء الأسنان: ثورة على أداء الأحزاب والمؤسسات

متى سيتحول الدكان إلى وطن؟

القيادة بالأفعال وليس بالأقوال: تحرير أسرى السويداء نموذجاً!

التأليف الحكومي: إبحثوا عن العقدة السورية!

الجولان راية الصمود عن الأمة المنكوبة

جمال التسوية الجنبلاطية

التلوث الحقيقي

مهرجان راشيا سياحة مميزة

العمل التعاوني والزراعة: للابتعاد عن الفردية!

واجبنا التهدئة

هل ستعود الوصاية؟

الحريات في السجن الكبير

عن السويداء وبطولات رجالاتها!

جنبلاط وحده القادر على حماية جبل العرب!

الوصاية السورية مستمرة

التيار الوطني المر!

لغة الضاد ولغة الكومبيوتر

إنها الروح الفولاذية!