هذه الإشارات السعودية في زيارة الحريري للسنيورة

عاد الرئيس سعد الحريري من المملكة العربية السعودية، وتوجه فوراً إلى منزل الرئيس فؤاد السنيورة، في إشارة لافتة إلى المنحى الجديد الذي قد يتخذه رئيس الحكومة بعد زيارته السعودية. وتقول مصادر متابعة إن الهم الأساسي لدى السعودية هو إعادة ترتيب البيت السني، وبيت تيار المستقبل، ولذلك طالب الحريري السنيورة بالترشح في صيدا، ورغم عزوف السنيورة عن الترشح، لكن الخطوة تأتي في سياق ردّ الإعتبار له.

لا شك أن زيارة الحريري الى السنيورة، حملت إشارة سعودية، وتلفت المصادر إلى أن الهدف هو إعادة ترتيب بيت تيار المستقبل وبأن دور السنيورة مستمر في المرحلة المقبلة، بالإضافة إلى إعادة ترتيب البيت السنّي. والتي تأمل مصادر أخرى أن تشمل تواصلاً بشكل أو بآخر مع الوزير أشرف ريفي بعد عودته من أميركا. وتعبّر المصادر عن إرتياح الحريري لنتائج زيارته. والتي ستظهر تباعاً أيضاً على صعيد تصحيح العلاقة مع القوات اللبنانية، مع الحفاظ على العلاقة مع التيار الوطني الحرّ.

تندرج زيارة الحريري في إطار ترتيب العلاقات اللبنانية السعودية، وإعادة وضعها على السكة الصحيحة، خاصة لجهة علاقة الدولتين ببعضهما البعض، لا سيما أن هناك إقبال على مترتبات دولية وإقليمية، وهذه تقتضي ترتيب العلاقة بلبنان، بخلاف عدم الوضوح الذي كان سائداً في السابق. في هذه الزيارة واللقاء المطول مع بن سلمان، تم وضع فتح قنوات التواصل على السكّة، لسد أي ثغرة في السياسة الإقليمية السعودية، ولإزالة أضرار المرحلة السابقة.

تفضّل السعودية التقارب بين الحريري وحلفائه القدامى، لكنها أيضاً تنظر بواقعية لطبيعة القانون والتحالفات التي يفرضها، والتي توجب في مكان التحالف مع التيار الوطني الحرّ. وصحيح أن الحريري اتخذ مواقف بعيدة في علاقته مع العهد والتيار الوطني الحرّ، لكنه يعمل على قاعدة النفس الطويل، إذ ينطلق من وجهة نظر حاول شرحها بالتفصيل للسعوديين، وهو أن حزب الله سيجد نفسه في مواجهة مع أي رئيس للجمهورية، ومع أي مؤسسة من مؤسسات الدولة، مهما أوحت التطورات بأن الأمور معاكسة لهذه القاعدة. قدم الحريري شرحاً يفيد بأن التقارب مع التيار الوطني الحرّ سيعني إبتعاد التيار عن حزب الله، بخلاف النظرة التي تقول إن أي ابتعاد من هذا النوع لن يكون ذات إنعكاسات كبيرة، لأن الحزب يسمح بهذه التمايزات طالما أنها لا تتخطى السقف الذي يرسمه.

ربيع سرجون – الانباء