نحن موجودون وسنبقى موجودين/ بقلم بيار البيروتي

يذكر الجميع ذاك الشعار الذي اطلقه تيمور جنبلاط أمام الوفود الشعبية والدينية التي زارته من اقليم الخروب العام الماضي. قاله ليس من باب التحدي واثبات الوجود، بل من باب الثقة من أن ناخبي الجبل سيثبتوا مرة جديدة وفائهم لحزب التقدمي الاشتراكي في الإستحقاق الانتخابي القادم، وبأن لا خوف على زعامته المتجذرة اصلا بثقة الشعب رغم بعض الساعين ممن لا يقرأون التاريخ في محاولة زعزعتها.

اعتدنا في بلدنا مع الأسف أن نكون أسرى زعماء وسياسيين من ذات مذهبنا وطائفتنا، نصفق لهم بإسم العصبية أحيانا والدين احيانا أخرى، اذا نجحوا، ونبرر لهم اذا أخطأوا من دون ان نحاسب او نعارض سوى غيرهم من المخطئين من الطوائف الاخرى. وفي المقابل ثمة زعماء وسياسسيين همهم ابناء طائفتهم أو بلدتهم أو عشيرتهم دون سواهم وغير مبالين اصلا بالأخرين من أبناء وطنهم حتى ولو ظلموا.

الى متى سنبقى أسرى ماضينا، لا ننسى، لا نسامح، ولا نعطي الفرص ونرفض أحيانا كثيرة كلمة سلام؟! لماذا لا نقبل الاعتذار، ونتجاهل تقرب الآخرين منا، رافعين شعار التغيير دون قبولنا بالحلول؟

فلبنان اليوم يا سادة أمام استحقاق انتخابي ومصيري، ترسم به خارطة طريق انمائية واقتصادية وسياسية، وكل الأنظار متجهة نحو الجبل بما يمثله من تعدد طائفي واجتماعي وثقافي، حيث لهذا الجبل رمزية خاصة فهو جبل التعايش الماروني- الدرزي والمسيحي- المسلم، ناهيك على أنه معقل للحزب التقدمي الإشتراكي الذي تثبت ممارساته يوما بعد يوم أنه حزب وطني بإمتياز وعابر للطوائف وللمناطق.

ولأن الجبل بحاجة للتغيير انما بطريقة ونهج شبابي جديد، أتى قرار الحزب الإشتراكي بترشيح زعيم الجبل تيمور جنبلاط النجل البكر لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي الزعيم وليد جنبلاط الذي قدر له أن يلعب دوراً قيادياً وبارزاً في المرحلة المقبلة بعد تسلمه الزعامة الدرزية والوطنية من والده تاريخ 19 آذار 2017.

الجبل اليوم أمام فرصة وحدث جديدين لإيصال من يمثله ويحمل هموم اهله وهواجسهم الى البرلمان اللبناني، هو بحاجة لنائب وطني لا طائفي ليكمل المصالحة ويجمع كل المتخاصمين ويطمئنهم، وبما يؤدي بالخير وازدهار لأبناء الجبل.

لقد التقيت بتيمور جنبلاط بأكثر من فرصة أكان في كليمنصو أو بالمختارة، هذا الشاب الطموح الذي لا يعرف التعب، والمحب الصاغي دائما الى مشاكل الناس وهمومهم الذي لم يسأل احدا يوما عن طائفته يخدم بقدر المستطاع كل الناس. وظني لمن يريد التغيير، من هنا نبدأ في وقوفنا إلى جانب تلك القامة الواعدة.

… لذا يا أبناء الجبل: أدفنوا أمواتكم وكل الماضي وأنهضوا، وسيروا قدما لأن الحياة انتصار للأقوياء في نفوسهم لا للضعفاء.

(الأنباء)